للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفكرة هي: ما الذى كان يحدث لمدارس الفلاح لو لم يكن وكيلها الشيخ عبد الرؤوف على هذا المستوى العظيم من التفانى في الإبقاء عليها وإبعادها عن أى تأثير يعوق مسيرتها الخيرة؟ ففى مثل هذه المواقف العصيبة يظهر عظماء الرجال وتظهر تضحياتهم وأعمالهم، ولقد كان الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بعمله هذا عظيما ومخلصا في حبه للعلم وتيسيره للناس.

بَدَل مَصَاريف زَواج وَوَفاة للفَلاح

ولقد انعكس حب الشيخ عبد الرؤوف جمجوم للعلم الذى كانت مدارس الفلاح مثالا حيا له في ذلك الزمان على التصرفات الاجتماعية بالنسبة لعائلة الجمجوم فقد اطلعت على الوصية التي تركها المرحوم الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بخط يده لإخوانه وفى مقدمتهم المرحوم الشيخ محمد صالح جمجوم الذى قام بعبء وكالة الفلاح من بعده أحسن قيام. أقول اطلعت على الوصية التي كتبها الشيخ عبد الرؤوف جمجوم والتى يوصى فيها اخوته وفى مقدمتهم الشيخ محمد صالح جمجوم رحمهم الله أنه في حالة حدوث زواج في الأسرة ألا تقام الحفلات الباذخة بل تتم في غاية البساطة ويستعاض عنها بدفع خمسين جنيها لمدارس الفلاح كما أنه في حالة حدوث وفاة أن تتخذ إجراءاتها ببساطة متناهية وألا تقام الولائم في العشرين والأربعين التي كانت تقام في ذلك الزمان وأن يستعاض عنها بمبلغ عشرين جنيها ذهبيا تدفع لمدارس الفلاح ولا شك أن هذا التصرف يدل على منتهى الحكمة لدى الشيخ عبد الرؤوف جمجوم وآل الجمجموم لأنه توفير للمال وصرفه إلى مصارفه الصحيحة النافعة وإعطاء القدوة الحسنة للناس على ما يجب أن يفعله الأغنياء في سبيل الخير العام ولقد أدركت آل الجمجوم وهم يتبعون الوسائل المتناهية في البساطة في تزويج أولادهم وبناتهم في الأربعينات وأوائل

<<  <  ج: ص:  >  >>