للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت الواحد بما يساوى خمسين جنيها ذهبا، وكان هو يجمع الدينار فوق الدينار ليواجه به مرتبات المدرسين والموظفين لمدارس الفلاح محتسبا ذلك كله عند الله قائما بعمله كوكيل لدارس الفلاح بروح المؤمن المحتسب وكان بعض التجار يدفعون للمدرسة إعانات شهرية فلما طال زمن الحرب امتنعوا عن تقديمها ولم تكن ذات شأن.

ويروى الشيخ عبد الرؤوف جمجوم في ذلك قصة لطيفة، قال كنا في أواخر شهر رمضان ١٣٣٤ هـ وحل موعد دفع مرتبات الفلاح وكنت قد دفعت آخر جنيه في الصندوق لمرتبات المدرسين وآويت إلى فراشى في الليل وأنا مغموم فالعيد سيأتى غدا أو بعد غد ولم يبق عندى ما أنفقه على أسرتى بما تضمه من أولاد وبنات كثيرين وفى الساعة السابعة ليلا، قبيل الفجر وأنا أتقلب على فراشى وقد جفانى النوم من كثرة التفكير والهم وإذا مناد ينادينى من أسفل البيت ويدعونى إلى مقابلته فنزلت فوجدت المرحوم الشيخ محمد الطويل ناظر عموم الرسوم ومعه الشيخ أحمد ناظر باشكاتب الجمرك - رئيس الكتاب - والشيخ محمد نور تركى أمين صندوق الجمارك وهم يحملون معهم صرة من الريالات وقال لى الطويل: هذا مبلغ ستمائة ريال مجيدى أرسله لك الملك الشريف الحسين بن على لتصرف منه مرتبات خدم المساجد والأئمة والمؤذنين - وكان الشيخ عبد الرؤوف مديرًا لأوقاف جدة - قال الشيخ عبد الرؤوف ولا شك أن هذا الفرج الذى أرسله الله إلى كان ببركة مدارس الفلاح وبحسن النية الذى انطوت عليه النفس في القيام بهذا العمل، قال وفى اليوم التالى صرفت مرتبات موظفى المساجد وكانت تبلغ ثلاثمائة ريال مجيدى واستدنت الثلاثمائة ريال الباقية للانفاق على أهلى وأولادى لأعيدها بعد العيد.

ولسنا في حاجة لأن نقول إن مؤسس الفلاح قام بتسديد كل ما أنفقه الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بعد نهاية الحرب وعودة الأمور إلى طبيعتها الاعتيادية ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>