للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذى لا تزال المدرسة تشغله كواحد من أهم مبانيها ولقد ذكرت أن التوسع في الدراسة اقتضى من الحاج محمد على زينل أن يهاجر إلى الهند للعمل هناك حتى يتمكن من التوسع في الصرف على مدارس الفلاح وهي تنمو عاما بعد عام ويزيد طلبتها في كل يوم. حينما قرر الحاج محمد على زينل السفر إلى الهند كان محتاجا إلى رأس المال الذى يبدأ به عمله هناك كما كان محتاجا إلى الإنفاق على مدارس الفلاح فترة غيابه وقد اختار الشيخ عبد الرؤوف جمجوم وكان صديقا شخصيا له ومن أكبر معاونيه ليتولى وكالة مدارس الفلاح في جدة ومكة ولقد قام الشيخ عبد الرؤوف جمجوم بهذه الوكالة خير قيام فكان هو يتولى الإنفاق على المدارس الفلاحية ويحرص على تقديم مرتبات مدرسيها وموظفيها شهريا دون تأخير وكثيرا ما كان يدين المدرسة أو على الأصح مؤسسها المبالغ الطائلة في سبيل هذا الإنفاق إلى أن تصل المبالغ المطلوبة من الهند في شكل بضائع أو نقود، وجاءت الحرب العالمية الأولى فانقطعت التجارة بين الهند والحجاز وكان الحلفاء قد قرروا حصة الحجاز في البضائع التي تصدر له من الهند في باخرة واحدة شهريا تحضرها باخرة اسمها الكويت وكان الحاج محمد على يرسل في هذه الباخرة ما تسمح به ظروف التصدير منها وكانت أقل كثيرا من حاجة مدرستى الفلاح في مكة وجدة حتى أنه فكر في الاكتفاء بمدرسة واحدة خلال سنوات الحرب ولكن الشيخ عبد الرؤوف جمجوم أصر على أن تبقى المدارس في مكة وجدة مفتوحة الأبواب وأخذ على نفسه تدبير الإِنفاق عليها مما اضطره إلى التضييق على عمله التجارى والاختصار فيه، كان الناس يقبلون على شراء العقار والذهب الذى كان يباع بأرخص الأسعار ويكدسون أموالهم فيها ليستردوها مضاعفة بعد انتهاء الحرب ويقال أن بعض تجار جده اشتروا الكثير من العقار في مكة في تلك الأيام حيث كان يباع

<<  <  ج: ص:  >  >>