أمثاله، وبهذا لم تحدث المناظرة إلا في المادة الأولى منها، ولقد بادر الشيخ إلى طبع ما أعده من نصوص المناظرة في كتاب "البحث الشريف في إثبات النسخ والتحريف".
أما بقية أبواب المناظرة فقد أوردها الشيخ في مؤلفاته الأخرى التي سنتحدث عنها بعد وأهمها كتابه - إظهار الحق - الذى ترجم إلى اللغة العربية كما ترجم إلى اللغات الإنجليزية والفارسية.
يقول الشيخ محمد مسعود سليم حفيد الشيخ - ومدير المدرسة الصوليتية بمكة المكرمة:
اشتد غضبهم - الإنجليز - بعد هزيمتهم في المناظرة فقد كانت مناظرة الشيخ رحمت الله مع المسيحيين بمثابة شرارة أيقظت في نفوس المسلمين روح المقاومة فتكونت فرق الجهاد في عموء أنحاء الهند وخاصة في مدينة دلهي وتوابعها وأنحائها، وكانت كلها مرتبطة عملا ومعنويا بالشيخ رحمت الله.
وبدأ الإنجليز في نصب المشانق للمسلمين وقتلهم بدون هوادة، وأقاموا مذابح بشرية يندى لها جبين الإنسانية، وقد أعلن الإنجليز إعدام الشيخ رحمت الله، ومنح مكافأة قدرها ألف روبية لكل من يدلهم عليه أو يأتي به، وصادروا أملاكه، وأحاط الجيش الإنجليزي ببيوت الشيخ مدة طويلة وكان الشيخ قد تنكر في زيِّ فلاح هندى فقير يعمل في الأرض فلم يستطيعوا العثور عليه، ثم قرر الشيخ الهجرة إلى مكة المكرمة فترك الهند مخلفا وراءه أهله وأملاكه ومدرسته وأقاربه وأحبابه متنكرا وقضى في طريقه إلى مكة المكرمة ما يقرب من عامين وهو يتنقل من بلد إلى بلد يقطع البحار كما يقطع الصحارى والقفار حتى وصل إلى مكة المكرمة عن طريق اليمن في سنة ١٢٧٤ للهجرة.
[في مكة المكرمة]
وصل الشيخ رحمت الله إلى مكة المكرمة ولا يعلم بشأنه أحد من الناس وكان