هذا التحريف كان عن عمد وكان هذا التحريف أحيانا بالزيادة، وأحيانا بالنقصان وأحيانا بالتبديل اللفظي وساق على التحريف بالزيادة خمسة وأربعين شاهدا، كما ساق على التبديل اللفظي خمسة وثلاثين شاهدًا وصدق الله العظيم إذ يقول "يحرفون الكلم عن مواضعه" أما التحريف بالنقص فقد أورد عليه الشيخ رحمت الله عشرين شاهدًا كما أورد عدة مغالطات للمبشرين المسيحيين وفنَّدها ببراهين ساطعة واستدل على ذلك بأقوال المسيحيين الثقات من المفسرين والمؤرخين ليزيد حججه نصاعة وقوة.
يقول الدكتور الدسوقي:
وبلغت هذه الاستدلالات من أقوالهم الثلاثين قولا، مما يدل على سعة اطلاع وتتبع حريص لإقامة الحجة عليهم من كتبهم.
أما بالنسبة لإثبات النسخ فقد أثبت الشيخ بالأدلة القاطعة نسخ بعض الأحكام في الشريعتين الموسوية والمسيحية، ثم برهن على أن الأحكام العملية للتوراة نسختها شريعة عيسى عليه السلام، وأن لفظ النسخ موجود في كلام، قدِّيسيهم كما حاول المؤلف أن يثبت أن النسخ ليس وفقا على الدين الإسلامي ولكنه كان عند اليهود والنصارى كذلك.
نعود بعد هذا التفصيل عن مبلغ استعداد الشيخ رحمت الله للمناظرة إلى المناظرة نفسها التي تمت في بهو فسيح عام وجرى الاتفاق على تخصيص الجلستين الأولى للبحث في موضوع النسخ وتحريف الإنجيل وانبرى الشيخ رحمت الله يدلي بما أعده من الحجج عن هذا التحريف ولم يجد القسيس فند ربدًا أمام الحجج الدامغة التي أوردها الشيخ من الاعتراف هو ومن معه من القسيسين بحصول التخريف في الإنجيل في ثمانية مواضع، وكان هذا الاعتراف بمحضر من هذا الجمع الحاشد ونشرت الصحف وقائع الجلستين مما جعل القسيس فندر في موقف المناظر المغلوب على أمره فامتنع عن حضور الجلسة الثالثة، ولم يكتف بهذا فلقد ترك الهند كلها خفية بعد هذه الهزيمة التي مني بها كما منيت بها دعوته ودعوة