يقول الحضراوي: وفي سنة ١٣٠٠ هـ أول جمعة من شهر صفر، أمر بإزالة قبة السقاية، وقبة الفراشين المعروفة الآن بقبة الساعات، فهدمها في هذا اليوم، وكانتا قبالة بئر زمزم، هدمهما إلى الساس - الأساس - وشاهدت البركة التي كانت معدة للسقاية، وهي في قبة الكتب (وتعريفها في الجزء الأول من هذا التاريخ في مآثر الحرم) ثم أخذ حجارتهما لطرف قمسيون عين زبيدة، ونقب جدار المسجد الحرام الملاصق لباب المدرسة عند باب المنارة الكائنة عند باب علي، وبنى بجانب المنارة داخل المسجد الحرام مدرسة لطيفة صغيرة، تعرف بمُوقِّتْ خانة ووضعت فيها الساعات الموقوفة لمواقيت المسجد الحرام بمعرفة مهندس الحرم الشريف أحد أركان الحرب المعتبربن حضرة صادق بك، وهي في أول الناحية الجنوبية، وكان أيضا بنى باش كركول بهمة الوالي المذكور، فتوسعت رحاب الحرم الشريف، وصار لا مانع لرؤية البيت لمن يكون بالرواق الشرقي من ناحية باب العباس وباب علي، فحمدت مساعيه وأيضا كان مقام الحنبلى منحرفا ملاصقًا لزمزم بالقرب منها فأزاله كليًّا، وبناه محله أليوم، وأصلح محراب مقام الحنفي فإنه كان خارجا يمنع من اتصال الصف ..
[كركول الصفا]
وقد أوضح الشاعر حسن وفا أن ما ذكره الحضراوي باسم باش كركول هو كركول الصفا، فقد أرَّخَ هذه المناسبة في شعره على عادة الشعراء في ذلك الزمان فقال: