للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: الأسكلة هي الميناء ولعل كلمة أسكلة كلمة تركية، وقد كان ميناء جدة قبل حفر قناة السويس يمون القطر المصري بالبضائع - التي يستوردها تجار جدة من الهند بالمراكب الشراعية ويبقونها خارج الميناء، وبعد فتح قناة السويس استغنت مصر عن الاستيراد من الحجاز، ولكن ميناء جدة بقي محتفظًا بمركزه كأكبر ميناء في الجزيرة العربية لمدن الحجاز والجزيرة كلها، ويستقبل وفود الحجاج كل عام، ولقد كان ميناء جدة محاطًا بالشعاب المرجانية وكانت البواخر لا تدخل الميناء إلا بواسطة مرشدين من أهل جدة تخصصوا في معرفة أماكن هذه الشعاب، وكانت البواخر ترسو بعيدًا عن البلدة بمقدار نصف ساعة للزوارق البخارية، ثم قامت الحكومة السعودية بإنشاء إدارة خاصة للموانئ فقامت بردم البحر، وإنشاء الأرصفة الكثيرة وزودت الميناء بالآلات الحديثة للتفريغ والتحميل وأصبح ميناء جدة واحدًا من أعظم الموانئ في الشرق الأوسط (١٧٠).

[قلة المطر بجدة]

يقول الحضراوى: في وصف قلة المطر بجدة:

ومنها: أن الله تعالى جعل سقيا أهلها من ماء السماء وبركاتها، وليس بها بئر ولا نهر عذب غير المطر ولهذا تراهم غالبا في ضيق من الماء، حتى أن بعض الفضلاء هجا أهلها نظرًا لبعض الميل وبعض المنكرات


(١٧٠) انظر كل ما يتعلق بميناء جدة والبواخر الشراعية في كتاب، "ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز": ص ١٦٨ - ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>