للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت القنصلية الإنجليزية في جدة تعرف الكثير من ماضي الشيخ رحمت الله في محاربة التبشير المسيحى وأثره الكبير في الثورة ضد الإنجليز في الهند تبث الدسائس ضد المدرسة ومؤسسها فتنشر الأراجيف عن الأغراض. من وجود هذه المؤسسة التي تقوم على نفقات الهنود من خارج الحجاز، ولقد تأثر والي الحجاز عثمان نورى باشا في ذلك الزمن ببعض هذه الدسائس فكتب إلى القسطنطينية محذرا من الشيخ رحمت الله ومدرسته وجاء الأمر السلطاني على غير ما كان يتوقع الوالي فسافر الشيخ رحمت - الله واستقبل في الاستانة استقبالا عظيما وأنعم عليه السلطان بلقب ركن الحرمين الشريفين وخلع عليه وقدمت له الهدايا والأموال السخية.

ولما قابل السلطان عبد العزيز خان أبدى السلطان رغبته في تقرير منحة مالية سنوية للمدرسة لمعاونتها على أداء رسالتها فأجابه الشيخ شاكرا لأنعمه قائلا: أن لجلالة السلطان في أرض الحرم مشاريع عظيمة النفع ينفق عليها بسخاء ومشاريع لم تكتمل بعد وهذا كاف في فضل السلطان.

وأن مسلمي الهند يقومون بالإنفاق على المدرسة راغبين الثواب من الله، وأرجو جلالة السلطان أن لا يحرمهم من هذا الثواب.

ويبدو أن ما كان يرد للمدرسة من تبرعات مسلمي الهند كان يسد متطلبات المدرسة، ودار الإقامة فلم يرغب الشيخ في الحصول على المعونة السلطانية، ولعل لديه أسبابا أخرى للاعتذار (١).

[تجديد الدراسة في حلقة الشيخ رحمت الله]

كانت حلقة الشيخ رحمت الله في المسجد الحرام كما يصفها الأستاذ مسعود سليم رحمة الله مدير المدرسة الصوليتيه بمكة، لا يقتصر التدريس فيها على العلوم الدينية كما هو الحال بالنسبة لحلقات الدروس بالسجد الحرام في ذلك الزمان.


(١) ٥٧/ ٦٠ أكبر مجاهد في التاريخ للسيد محمد سليم بن محمد سعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>