للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله السليمان إلا أن قال له هذا بيت أم خالد بين يديك فاستعمله مكتبا لك ولم يقبل سموه بذلك فأرسل الشيخ عبد الله السليمان السيدة نورة إلى سموه ترجوه أن يقبل المنزل وهكذا كان.

هذه الالتفاتات العالية من الشيخ عبد الله السليمان تدل على علو همته ونبل شخصيته ولو كان غيره في مكانه لفرح بمنحة الملك واستأثر بالقصر كما استأثرت زوجه بقصرها ولكن الرجل كان يتصرف بروح رجل الدولة وأحد بناتها ومؤسسيها رحمه الله.

الاسْتقالَة

بعد وفاة جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وولاية الملك سعود للعرش تقدم الشيخ عبد الله السليمان إلى جلالة الملك سعود باستقالته من منصبه ولكن الملك (سعود) أصر عليه بالبقاء واستمر الشيخ عبد الله السليمان في منصبه فترة من الزمن ولكنه رأى بثاقب نظره أن الظروف تتغير وأن الدولة الجديدة قد تحتاج إلى نمط جديد من الرجال - لكل زمان دولة ورجال - وهكذا لم يمض طويل وقت حتى رأى عبد الله السليمان نفسه مضطرًا للتخلى عن المنصب الذى احتفظ به طيلة عهد الملك عبد العزيز والذى امتد نحوا من خمسين عاما أو تزيد فتقدم من جديد إلى جلالة الملك سعود بالاستقالة وراجيا بإِلحاح إعفاءه من العمل بعد أن كبرت سنه وضعفت صحته وهكذا أجيب إلى طلبه وصدر بلاغ من الديوان الملكى بقبول هذه الاستقالة مع كلمة تقدير طيبة لجهود الرجل في بناء الدولة وتفانيه في الإخلاص وهكذا بدأ لوزارة المالية عهد جديد كان مختلفا عن العهد الماضى القديم. حينما كانت أمور وزارة المالية إنما تدبر بأمر رجل واحد وقد يكون ذلك العهد يفتقر إلى التنظيم، على أى حال كان يتميز بالنفوذ العظيم لهذا الرجل الذى كان إخلاصه للدولة وللمليك واضح المعالم بارز السمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>