للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكة من الأشراف كما كان على صلة كبيرة بالوالى التركى في الحجاز والذى كان يتخذ من قصر الأفندى عمر نصيف الشهير بجدة مركز إقامة له في فصل الربيع، قالوا وكان في أعلى القصر مجلس منيف يتخلله الهواء من كل مكان وكان الوالى التركى راتب باشا يصعد بفرسه إلى هذا المجلس الذى كان يسمى بالتركية (كشك) وفى حضانة هذا الجد الكبير وفى ظل هذا الجد تربّى الشيخ محمد حسين نصيف، وكان الولد الوحيد لجده كما بلغنا فقد كانت ذرية الأفندى عمر نصيف جميعا من البنات ثم تزوج الزوجة الثانية فولدت له حسين نصيف والد الشيخ محمد نصيف، ولكن حسينا هذا توفِّي في أوج الشباب وترك بعده محمدًا الذى احتضنه جدة الأفندى عمر نصيف. فكان هو الذكر الوحيد لهذا الجد وهو المعُصِّب له حين وفاته.

قصْرُ نَصيف

والحديث عن الشيخ محمد حسين نصيف يقتضى الحديث عن قصر نصيف الذى فيه نشأ وتربى وعاش طيلة حياته التي امتدت نحوا من تسعين عاما أو تزيد.

كان قصر نصيف الذى بناه الأفندى عمر نصيف جدُّ الترجم مَعْلَمًا من معالم مدينة جدة بل أبرز معالمها في حينه نزل فيه الملوك والأمراء والعلماء والوزراء وقد شهدت السلطان وحيد الدين آخر سلاطين العثمانيين ينزل فيه بعد أن أقصى عن الخلافة ودعاه الشريف الملك حسين بن على لزيارة الحجاز، وكان الوالى التركى يتخذ منه مركزا لإقامته في بعض فصول العام كما أسلفنا، وكان أمراء مكة من الأشراف ينزلون فيه ثم تحولوا إلى قصر آل مهنا فكان الملك حسين ثم ابنه الملك علي ينزلون فيه، وكان كل من قدم إلى الحجاز من الملوك والأمراء وأعاظم

<<  <  ج: ص:  >  >>