للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا التحصيل العلمي الكبير في ذلك الزمن البعيد، نستطع أن نقول: إنه كان أعجوبة من أعاجيب العصر إذا عرفنا أن الأمية كانت منتشرة في البلاد، وأن عدد القارئين فيها قليل ومحدود، لهذا كان المغيربي في زمانه رائدًا عظيمًا.

يقول الأستاذ محمد حسين زيدان في رثائه له في جريدة المدينة المنورة الغراء: إن الآباء في المدينة كانوا يضربون به المثل لأبنائهم، انظروا إلى المغيربي الذي يتكلم باللاوندي، واللاوندي هنا هو اللغات الأجنبية التي كان يعرفها، فقد كان يتكلم الإنجليزية والفرنسية والتركية، وقد درس بهذه اللغات كما أسلفنا.

وأذكر أنني رأيت المغيربي أول ما رأيته وهو ابن عم والدي، حينما حضر إلى جدة في الأربعينات ونزل في دار المغربي الكبير الذي كان يضم كافة الأسرة.

رأيته وكان رجلا كامل الرجولة وكنت في ميعة الصبا غلامًا صغيرًا وسألنى هل تعلمت الإنجليزية؟

قلت: إنني أحاول تعلمها على يد أستاذ خاص، فسألني بالإنجليزية عن أستاذي، وعن مبلغ ما وصلت إليه حصيلتى، وهكذا رأيت لأول مرة بين أفراد الأسرة من يهتم بمحاولاتي الأولى في التعليم.

[العودة إلى الحجاز]

قرر محمد المغيربي العودة إلى وطنه بعد أن بلغ من العلم أعلى الدرجات فسافر من سويسرا إلى مصر وقابل السيد عبد الملك الخطيب

<<  <  ج: ص:  >  >>