للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى جدة غزاة في البحر، وأميرهم عبد الله بن إبراهيم المخزومى عامل الرشيد العباسى فقاتلوهم وصرفهم الله، وذلك لما روي عن ابن عمر - رضى الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حجة لمن لم يحج، وغزوة لمن قد حج، خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشر في البر، ومن جاز البحر فكأنما جاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه" أخرجه أبو ذر في منسكه (١٥٧).

[إسماعيل بن يوسف يهاجم جدة]

وفي سنة إحدى وخمسين ومائتين نهبت جدة وأهلها، وقتل بها قتلًا ذريعًا، والفاعل ذلك كله إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن المثنى السبط، بعد أن فعل أفعالا قبيحة بمكة، فهرب عامل مكة وجدة، وهو جعفر بن الفضل بن عيسى العباسى، فنهب الكعبة وأخذ الذهب الذى فيها كسوة الكعبة، وأخذ من الناس مائتى ألف دينار، ثم رحل بعد مقامه في مكة سبعة وخمسين يومًا إلى جدة فحبس عن الناس الطعام، وأخذ أموال التجار، وأصحاب المراكب بعد أن وافت المراكب من القلزم، ثم رجع إلى مكة وطلع إلى عرفة يوم الموقف، وقتل من الحجاج وغيرهم نحو ألف ومائة، وهرب الناس ولم يقفوا بالموقف لا ليلا ولا نهارًا، ثم رجع إلى جدة فأفنى أموالها ..


(١٥٧) المائد: هو الذي يدور رأسه من ريح واضطراب السفينة بالأمواج، وتشحط المقتول بدمه، أي: اضطرب فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>