للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر الذى أصبح فيه متأخرًا عن الولايات الأخرى، وكان رجال الدولة العثمانية يننظرون إلى أهل الحجاز هذه النظرة الخاصة فيعفونهم من الانخراط في سلك الجندية ويتركون أمور التعليم قاصرة على حلقات العلم الديني في المسجدين ويرسلون - الجرايات - إلى الحجاز، ويظنون أنهم بهذا يميزونه لجوار أهله للحرمين الشريفين، كان أهل الحجاز قانعين بحياتهم، ولهذا فإنهم التفوا حول الوالي وقالوا له -: "إن الحجاز مستثنى ولا يقبل مثل هذا الاعتناء من الدولة العلية" كما ذكر الحضراوى من قبل.

كنت أود لو أن الحضراوى ذكر لنا ما هي الإِجراءات التي طلبت الدولة العلية من الوالي تنفيذها في الحجاز؟ والتي وصفها أهالي مكة باعتناء الدولة بهم، ويبدو لي من فحوى كلمة الاعتناء أن الأمر لم يكن يتعلق بضرائب تفرض على الحجاز، وإنما كان نوعا من العمل المفروض للنهوض بالبلاد في مرافق الجندية أو التعليم، ولكني لا أستطيع الجزم بذلك، وإن كنت أرجحه - والله أعلم -.

[الوالي خورشيد باشا]

أُسندت الولاية إلى خورشيد باشا ودخل مكة في الرابع من شوال سنة ١٢٨٧ هـ.

يقول الحضراوي: وكان قد قدم قبله إلى مكة مدير الحرم عزت أفندي متوليًّا على المديرية العامة، فأمر بتبطيل الأذكار في المسجد الحرام، ومنع الذين يقرأون دلائل الخيرات بالْجُمَع لعدم التشويش على المصلين، وجعل عساكرًا من النظامية في المسجد الحرام، يمنعون من يعفِّش بالمسجد أو يكثر الحركات الصبيانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>