للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما لا يمكن القطع بأنها غير صحيحة والشيء الثابت الوحيد أنه كان هناك بناء للبيت قبل بناء إبراهيم عليه السلام الا أنه لا يمكن القطع بنسبته تاريخيا إلى من قام ببنائه، ولهذا فإن الأمر الثابت الذى اعتمد عليه المؤلف هو بناء إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه للبيت حيث يمكن اعتباره الأساس الذي تؤيده النصوص القرآنية والأحاديث الواردة في الصحيح من السنة النبوية ثم في كتب التاريخ والسير.

والكتاب كما ذكرت يستعرض تاريخ الكعبة المعظمة وكلما يتعلق بها وما ينسب إليها حتى يصل إلى منتصف القرن الرابع عشر للهجرة الذى أصدر فيه المؤلف هذا الكتاب الفريد. وقد رأيت أن ألخص للقاريء الأطوار التاريخية المختلفة للكعبة المعظمة منذ بناء الخليل عليه السلام لها إلى عصرنا الحاضر كما وردت في كتاب الشيخ باسلامة لأهمية الموضوع لكل مسلم، ولأهل هذه البلاد خاصة حيث شرفهم الله تعالى أن يكونوا من أهلها فلا أقل من أن يعرفوا ولو بصورة موجزة تاريخ أقدس بقعة فيها.

وسيرى القارئ أن هذا التاريخ مملوء بالعبر كما أنه لا يخلو من الحوادث والطرائف التي تستشير شوق القارئ إلى المزيد.

[بناء إبراهيم للكعبة]

كان مكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية وكانت السيول تأتيه فتأخذ عن يمينه وشماله.

وجاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى مكة من الشام وخاطب ابنه إسماعيل.

يا إسماعيل إن الله أمرنى بأمر

قال إسماعيل فاصنع ما أمر ربك

قال إبراهيم وتعيننى قال إسماعيل وأعينك.

قال إبراهيم فإن الله أمرني أن أبنى بيتا هنا، وأشار إلى أكمة ترتفع على

<<  <  ج: ص:  >  >>