للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد جَرَّتْ هذه الشجاعة عليه بعض المشكلات فإن الحق لم يكن ليرضى كل الناس، ولكنه تحمل هذه الجرائر بإيمان من يعتقد أن عليه أمانة واجبة الأداء، وان أغضب البعض أو جرت عليه شجاعته المصاعب والمشكلات.

[جريدة حراء]

أصدر الأستاذ/ صالح جمال جريدة حراء بعد أن انتهى عمله في جريدة البلاد السعودية التي انتقلت إداراتها إلى جدة ولم ينتقل معها، وكانت حراء تصدر أسبوعية كل يوم سبت، وكانت تطبع في جدة في مطابع الأصفهاني.

يقول الأستاذ/ صالح جمال عن إصدار حراء ما يلي:

اخترت لصدور حراء يوم السبت حيث لا توجد جريدة، وصدر العدد الأول منها يوم السبت ٦ جمادى الأولى عام ١٣٧٦ هـ، وكان أخي أحمد "الكاتب الكبير والعلامة الأستاذ أحمد محمد جمال" مساعدي الأيمن، واستعد زميلي بالبلاد السعودية الأستاذ/ عبد الله الداري في التصحيح، واستعد الأستاذ/ حسن قزاز أن يشارك بحكم إقامته في جدة بالإشراف على الطبع، وكنت أنا وأخي أحمد والأستاذ/ الداري ننزل كل ثلاثاء بعد الظهر إلى مطابع الأصفهاني لنشرف على توضيب الصفحتين الداخلتين ٢، ٣ وكانت الجريدة من أربع صفحات فقط. ونأذن بالطبع ثم ننزل يوم الخميس لتوضيب الصفحتين ١، ٤ الحاملة لآخر الأنباء الخارجية، وآخر الأحداث الداخلية والافتتاحية وإجازتها، ثم انتظار إتمام الطبع واصطحابها معنا إلى مكة تمهيدًا لإصدارها يوم السبت.

ويقول صالح جمال عن ظروفه المالية يوم إقدامه على إصدار صحيفة حراء:

وإذا كان الكاتب الكبير الأستاذ/ مصطفى أمين يقول في مذكراته أنه أصدر صحفًا عدة كان آخرها أخبار اليوم بقروش كان يوفرها من مصروفه الخاص، فإنني قد أصدرت جريدة حراء بدون رأس مال، فقد كانت مطابع الأصفهاني تطبعها على الحساب، وكانت إدارة حراء في بيتي، وكان التوزيع يتم في مكتبة الثقافة (١).

وإذا كان إظهار حراء في تلك الظروف المالية الصعبة التي ذكرها الأستاذ/ صالح جمال تدل على عصامية الرجل، وإقدامه، وإصراره على النجاح فلابد أن يذكر بالشكر الأصدقاء الذين ساعدوه في رحلته هذه الشاقة وهم:

أولًا: شقيقه الأستاذ/ أحمد وأصدقاؤه الأستاذ/ محمد حسين أصفهاني الذي سهَّل له الطبع في مطابعه والأستاذ الداري، والأستاذ حسن قزاز الذين ساهما في التصحيح والإشراف بدون أي مقابل، قوبلت حراء بالترحيب من القراء لأنها كانت تعبر عن أحاسيس الناس ومشاعرهم إزاء المشكلات اليومية التي يعانونها وأمدَّها الأدباء والكتاب بكتاباتهم فتسنَّمت مكانها المرموق في نفوس الناس الأمر الذي دفع مؤسسها إلى التفكير في إصدارها


(١) مذكرات صالح جمال ص ١٧ مخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>