للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه - فأراها قريبا سبعة أذرع - وتكملة هذا الحديث أنه قال - صلى الله عليه وسلم - لها - ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟

قالت عائشة: لا.

قال النبي صلوات الله وسلامه عليه تعززا أن لا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي حتى إذا كاد أن يدخلوه دفعوه فسقط.

قال عبد الملك للحارث: أنت سمعتها تقول هذا

قال الحارث: نعم.

فنكث ساعة بعصاه ثم قال وددت أنى تركته - يقصد ابن الزبير وما تحمل، وقال أبو أويس أخبرني غير واحد من أهل العلم أن عبد الملك ندم على إذنه للحجاج في هدمها ولعن الحجاج.

والحقيقة أن حديث عائشة رضوان الله تعالى عليها ثابت في كتب السنة، وكان الأحرى بعبد الملك بن مروان أن يتقصى الأمر قبل أن يحكم فيه وهو يعرف الحجاج وما جبل عليه من الحقد والبطش فالمسألة تتعلق هنا بهيبة البيت وقدسيته، حيث يجب عدم تعرضه للهدم والتغيير في غير موجب، وقد رأينا ابن العباس وهو من هو في فقهه وعلمه ينصح ابن الزبير أن يقوم بترقيع الكعبة، أى ترميمها وأن لا يقوم على الهدم، ثم يترك مكة إلى الطائف فلا يعود إليها إلا بعد إتمام بناء البيت مرة أخرى.

[لا تجعل كعبة الله ملعبة للملوك]

وهذا الذى فعله ابن عباس رضى الله تعالى عنهما هو ما أفتى به الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة حينما سأله هارون الرشيد وقيل أبوه المهدى العباسي ماذا يرى في هدم الكعبة وردها إلى بناء عبد الله بن الزبير.

قال الإمام مالك - يا أمير المؤمنين لا تجعل كعبة الله ملعبة للملوك، لا يشاء أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>