للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في اضطهاد من يضطهدونه، أو يطعمون في أمواله فكان لا يجرأ أحد على الشكوى منهم.

ويعلق بعض المنتقدين بمرارة على أعمال الخزناوية ويقول: إنه كان يختارهم من طبقات العامة، ويجيز لهم من النفوذ ما يستطعون به إذلال الخاصة نكاية بهم (٣٥٦).

أقول: ويبدو أن هؤلاء الخزناوية قد استبدوا في معاملة الناس استبدادا شديدا بدليل ما رواه السباعي عنهم بعد وفاة الشريف عون فقال:

ولما تولى الأمر علي باشا أمر باعتقال الخزناوية، وصادر أموالهم وممتلكاتهم لقاء تسديد ما اغتصبوا من أموال الناس (٣٥٧).

المجذوب علي بوّ:

عمد الشريف عون إلى رجل من المجاذيب اسمه علي بوّ كان يذرع الشوارع بجسمه العاري فجعله من جلسائه بعد أن أمر بتنظيفه وإلباسه الأثواب الفخمة التي تؤهله لصدور المجالس، واتخذ هذا المجذوب أنيسًا، وأمر علية القوم وعظماءهم بتقبيل يده، وأحلَّه مكان الصدارة منهم، وكان إذا خرج في موكبه أجلس هذا المجذوب عن يمينه في عربته الخاصة، وأمر الناس بالوقوف لأداء التحية له على نحو ما يفعلون لدى مرور الموكب الأميري (٣٥٨).


(٣٥٦) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥٢ - ٥٥٣.
(٣٥٧) نفس المصدر: ص ٥٥٧.
(٣٥٨) نفس المصدر: ص ٥٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>