للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال التقي الفاسي وقد خفي علينا شيء كثير من خبر عمارة الحجر من دولة المعتضد العباسي إلى خلافة الناصر فإنه لا يبعد أن يخلو في هذا الزمن الطويل من عمارة والله أعلم.

ثم قال وممن عمره الوزير جمال الدين المعروف بالجواد وذلك في عشر الخمسين وخمسمائة وذكر نجم الدين بن فهد القرشي في حوادث سنة ٨٨١ أنه تم تغيير رخام الحجر داخلا وخارجا ولم يذكر العامل لذلك.

وجاء في الارج المكي لعلي بن عبد القادر الطبري وعمَّره - الحجر - من ملوك آل عثمان السلطان محمد خان بن السلطان مراد خان كما عمره السلطان مراد خان بن السلطان أحمد خان في سنة ١٠٤٠ والسلطان عبد المجيد خان في سنة ١٢٦٠ وفى سنة ٩١٦ أصدر السلطان الغورى أمره بهدم الحجر وإعادة بنائه يقول ابن فهد القرشي وكان الحجر كله بالرخام داخلا وخارجا ولم يكن به ما يعاب إلا أن الله قدر بالتلاعب فبنى من داخله بالحجارة ومن خارجه بالرخام فظهر الخلل فيه في سنة ٩١٧ فأرسل السلطان رخاما ومرخمين بالبحر وصلوا مكة في آخر رمضان وشرعوا في يومهم في إعادته بالآجرِّ والرماد ثم نقض ذلك ثانى يوم وأعيد الحجارة والجبس والرصاص وكتب على علوه في الرخام الأبيض أسماء من عمروه من الملوك وتاريخ عماراتهم وعمارته الأخيرة.

[كسوة الحجر]

وأرسل جقمق الجركسي في القرن التاسع كسوة لدائر خارج الحجر من حرير أسود ككسوة الكعبة الشريفة ولم توضع عليه ثم وصلت بعدها بعام كسوة لدائر الحجر من الداخل فألبست الكسوة للحجر من داخله وخارجه. وتعتبر كسوة الحجر هذه كما يقول الشيخ باسلامة الأولى والأخيرة في بابها حيث لم أقف فيما وقفت عليه أن أحدا كسى حجر إسماعيل كما تكسى الكعبة المعظمة ولا بعده، فكان قد تفرد بذلك ثم يقول الشيخ باسلامة والظاهر أنها لم تدم كثيرا ولم تجدد من قبله والله أعلم بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>