للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاضر تعتبر مدخلا إلى الحجر أما بقية المساحة فهى الحجر.

وقد سمى بعض المؤرخين الحجر بالحطيم وعللوا ذلك بأنه مال حطم من الكعبة ولم يدخل فيها بينما ذكر بعض المؤرخين أن الحطيم هو ما بين الركن الأسود والمقام وزمزم لأن الناس يزدحمون على الدعاء فيه ويحطم بعضهم حطما، والدعاء فيه مستجاب.

وقد تواترت روايات كثيرة أن إسماعيل عليه السلام دفن في الحجر بجوار أمه هاجر ولكن الشيخ باسلامة يقول أنه لا يوجد ما يثبت صحة ذلك رغم تواتر روايات المؤرخين له ويعزى ذلك إلى طول المدة بين بناء إبراهيم عليه السلام للبيت وبين العهد الإسلامي حيث أن بناء إبراهيم عليه السلام للبيت كان قبل ألفي عام.

وأول من زين حجر إسماعيل بالرخام هو الخليفة أبو جعفر المنصور العباسى في عام ١٤٠ هـ وجدده الخليفة المهدى العباسي في سنة ١٦١ وفى عام ٢٤١ أمر بتجديده الخليفة المتوكل العباسى بعد أن رث رخامه، وفى هذا العام ٢٤١ بعث أحمد بن طريف مولى العباس بن محمد الهاشمي الرخامة الخضراء التي في الحجر تحت الميزاب وبعث معها رخامة أخرى خضراء وضعت في سطح الكعبة وقد وصفت الرخامة الخضراء هذه بأنها من الرخام الثمين النادر.

وفى عام ٢٨٣ عمر الحجر المعتضد العباسي وألبسه الرخام من داخله وخارجه كما عمره الناصر العباسي وفرشه بالرخام في سنة ٥٧٦.

وقد توالى تعمير الحجر وتزيينه على مدى عصور التاريخ من خلفاء المسلمين وملوكهم فكان من بينهم الملك المظفر صاحب اليمن، والناصر محمد بن قلاوون في سنة ٧٨١ والملك الظاهر برقوق صاحب مصر في سنة ٨٠١ وأبو النصر قانصوه الغورى في سنة ٩١٧. وفى سنة ٨٢٢ عمره القائد علاء الدين عمارة حسنة وكان قد تداعى للسقوط وفى سنة ٨٢٦ عمر بامرزين الدين مقبل القديدى بالجبس وأصلح الكثير من رخامه. وفى سنة ٨٣٣ أحضر سودون المحمدى ستين ذراعا من الرخام من مصر لتعمير الحجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>