والحروب إذا كانت دفاعا عن عقيدة أو وطن فهي حروب مقدسة مفروضة على الناس، والقتل إذا كان دفاعا عن عرض أو مال فهو قتال شريف كريم ولا غبار عليه، نستطيع أن نقول أن كتاب الشيخ طاهر الكردى يمكن أن يكون اسمه الصحيح بعد أن خلا من أهم عناصر التاريخ وهي الحوادث السياسية والحروب يمكن أن يكون اسمه، التاريخ القويم لآثار مكة والبيت الكريم، ولو أن المؤلف سماه كذلك لما كان هناك مجال للاعتراض عليه بحال من الأحوال.
وبعد فإن الكتاب كما ذكرت يحتل مكانة قيمة بين الكتب التي تؤرخ للبلد الكريم وللبيت الحرام وهو مرجع هام لهذه الآثار المقدسة وتطوراتها التاريخية وهو يمتاز بالإحاطة والشمول والدقة المبينة على المشاهدة والبحث وهو جهد مشكور للمؤلف رحمه الله تعالى يسلكه في عداد المؤرخين لآثار مكة المكرمة والبيت الحرام فجزاه الله عن ذلك خير الجزاء.
[مؤلفاته الأخرى]
إن الشيخ طاهر كردى رجل متعدد الجوانب وقد تحدثنا عن أهم جوانبه في هذه الصفحات ولقد اطلعت على كتاب مطبوع له اسمه أدبيات الشاى والقهوة والدخان وعجبت كيف يتفرغ الرجل للتأليف في هذه الأمور فالكتاب يذكر تاريخ الشاي والقهوة وما قيل فيهما من الشعر وكيف يصنع الشاي وأدواته وما إلى ذلك، ولا شك أن جمع هذه الطرائف فيه كثير من الجهد ولكن الشيخ طاهر الكردى هو الشيخ طاهر الكردى الذى استطاع أن يعبر عن جانب آخر من جوانب شخصيته الاجتماعية التي ذكرتها في صدر هذه الصفحات.
وهناك ناحية أخرى في الرجل هي الناحية الشعرية فكتابة التاريخ القويم يتضمن أرجوزة نظمها في تاريخ بناء الكعبة المعظمة وأراجيز أخرى في مواضيع تتعلق بكتابه هذا، وإذا كان لابد من التعليق عليها فأقول أن هذه الأراجيز تشبه أَراجيز المتون التي كنا نحفظها كأرجوزة ابن مالك في النحو والخريدة في التوحيد،