للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتحدث كذلك عن أخبار مدينة جدة والأحداث التي وقعت بها، ثم يتحدث عن الطائف وقراه وحصونه ومساجده.

ويختم الكتاب بذكر من دفن بالطائف من الصحابة والفضلاء والأمراء، ويعتبر هذا المجلد السابع هو خاتمة موسوعة الشيخ عبد الله الغازي الكبيرة.

[أسلوب التأليف]

أتبع المؤلف في كتابه هذا أسلوبًا قد يكون جديدًا بالنسبة لعصره، وطريقة المؤلفين من قبله، فهو يقسم الكتاب إلى أبواب كثيرة، يتحدث في كل باب منها عن قسم معين لا يتعدَّاه إلى غيره، ويجمع في هذا القسم ما وصل إليه من كتابات المؤرخين قبله ويذكر أسماء الكتب التي نقل عنها، وأسماء مؤلفيها.

فإذا تحدث مثلا عن الحجر الأسود، ذكر ابتداء وضعه في مكانه بيد الخليل إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه وما ذكره المؤلفون قبله عن هذا الحجر، ونزول جبرائيل عليه، السلام به من الجنة، ثم يذكر تاريخ الحجر الأسود، وكيف اختلف القرشيون بسببه ثم وضع النبي صلوات الله وسلامه عليه في موضعه بعد أن جعل القبائل المختلفة تشترك في حمله، وما فعله ابن الزبير بعد هدم الكعبة، فأطال الصلاة حتى يتمكن من كلَّفَهم بوضعه في مكانه ليجنِّب الناس أمر الاختلاف فيه، ثم يستعرض الحوادث التي مرَّت بالحجر الأسود واستيلاء القرامطة عليه، وأخذه معهم إلى هَجَرْ، وإعادته بعد اثنتين وعشرين سنة، ويذكر كذلك تَفَتُّت الحجر وما جرى من محاولات لاصلاحه عبر التاريخ، وهكذا لا يترك المؤلف شاردة ولا واردة في الموضوع إلا وينقل ما كتبه المؤرخون عنها.

وهكذا يصنع المؤلف في كل موضوع يتحدث عنه، فالكتاب بهذا الأسلوب يكاد أن يكون موسوعيًا في المواضيع التي يتحدث عنها، وأجمل ما فيه أنه يخصص الحديث عن كل موضع في القسم الخاص به من الكتاب، ولا يتجاوزه إلى غيره، بحيث يسهل مهمة الباحث، فلا يضطره إلى البحث عن هذا الموضوع في أقسام أخرى من الكتاب إلا في الحالات التي تقتضي الربط بين موضوع وآخر، وهي قليلة جدا، ولها ما يبررها.

والمؤلف يذكر مصادره غالبًا باسم الكتاب الذي ينقل عنه، وتارة باسم مؤلف الكتاب، ولو أنه عمد إلى توثيق ما ينقله بأرقام الصفحات وجعل لكل ذلك هامشًا لكان عمله أكمل، ولكنَّ المؤلف كان يكتب في زمن لم يعرف الكثير من مؤلفيه وكُتَّابه هذا الأسلوب الوثائقي في التأليف، وأنا شخصيا أعتبر الغازي مجددا في أسلوبه في التأليف بالنسبة لعصره لاتِّباعه أسلوب التقسيم الذي تحدثت عنه للمواضيع والأبواب، ولذكره أسماء المصادر التي نقل عنها، ولتعمِّده نقل ما كتبه المؤلفون قبله بأسلوبهم دون تحريف، وهي أمانة لها قيمتها في النقل، وأود أن أذكر أن هذا الأسلوب يسهِّل على الباحث الرجوع إلى المصادر التي ذكرها

<<  <  ج: ص:  >  >>