للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرمانا من السلطان أحمد بعزل الشريف سعيد وتولية الشريف عبد الكريم مكانه، وهكذا انتصر سليمان باشا الوالي الداهية أخيرا وأجلس صديقه الأمير عبد الكريم على دست الأمارة في سنة ١١١٧ للهجرة (١).

[شريف مكة يهاجم جدة]

أدت الخلافات المتفاقمة بين أمراء مكة من الاشراف وولاة جدة من الترك إلى حدوث احتكاكات أدت إلى هجوم أشراف مكة بجيوشهم على مدينة جدة ومحاصرتها وإجبار الوالي التركي على الهرب من جدة.

فقد أسندت ولاية جدة سنة ١١٤٦ إلى الوالي علي باشا وحدثت بينه وبين الشريف مسعود أمير مكة منازعات بسبب المقررات الخاصة للشريف في بندر جدة وقدمت جنود الشريف مسعود لمحاصرة جدة وكان الوالي قد استعد لهذا الحصار ونشبت المعارك إلا أن وكيل شريف مكة في جدة وأنصاره فيها أشاروا على قائد جيش الشريف مسعود بمهاجمة المدينة من الجهة الجنوبية لضعف الدفاع في تلك الجهة وبالفعل تمكن الجنود والمهاجمون من التسلل من الثغرات الضعيفة في السور وأصبحوا داخل المدينة، فلاذ الوالي التركي بالفرار بحرا وتمكنت جيوش أمير مكة الشريف مسعود من الاستيلاء على جدة وبإلحاح من الشريف مسعود تم عزل الوالي التركي وأرسلت القسطنطينية واليا آخر. (٢)

وقد حدث نفس الشيء بالنسبة للوالي الذى عينته مصر في سنة ١١٨٣ هـ واسمه حسن اغاشبكة - ويبدو أن المصريين تمكنوا من استعادة بعض سلطتهم في الحجاز في ذلك الوقت فتوجه الوالي إلى وادى فاطمة ثم إلى جدة ولكن الشريف أحمد بن سعيد أمير مكة لم يكن راضيًا عن وصول هذا الوالي المصري فأرسل إليه يأمره بالخروج من جدة فلم يقبل فأرسل إليه جيشا يزيد على أربعة آلاف مقاتل


(١) ٣٠٧/ ٣١٤ نفس المصدر.
(٢) ٣١٨/ ٣١٩ نفس المصدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>