للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفَرّغ لخِدمَة الجَامِعَة

ولقد عرفت المرحوم محمود نصيف أول ما عرفته حينما انضم إلى عضوية المجلس التأسيسي لجامعة الملك عبد العزيز فرأيت فيه شابا يجمع بين العلم والتواضع ويساهم بعلمه وجهده في خدمة مشاريع الجامعة وما أكثر ما كانت الجامعة في حاجة إلى هذا الجهد على قلة الموارد في ذلك الوقت.

كان المبنى الذى تشغله كلية العلوم قديما لا يقوى على البقاء كما أنه لا يفى بمتطلبات الكلية فاقترح المهندس محمود نصيف إقامة مبنى خاص بالكلية ولكن موارد الجامعة لم تكن تسمح في ذاك الوقت بإقامة المبنى المطلوب فقام هو بجمع التبرعات العينية والنقدية للجامعة من الشركات الهندسية والفنية الكبيرة التي كان على صلة بها، وجَند كل أصدقائه من المهندسين والفنيين لإنشاء البنى في أسرع وقت وبأقل تكلفة وهكذا قام مبنى كلية العلوم بجهد عظيم من المرحوم محمود نصيف خاصة وبمن لبى نداءه من المخلصين والعاملين وقد شمل هذا الجهد كل ما يتعلق بالمبنى من تصميم وتنفيذ.

ولم تقف جهود المرحوم محمود نصيف عند مبنى كلية العلوم فلقد ساهم بجهد عظيم في كل عمل هندسى للجامعة فكان يشرف على أعمالها الهندسية وإنشاء مبانيها منذ أن كانت جامعة أهلية وحتى بعد أن تحولت إلى جامعة حكومية دون مقابل ولقد تابع بجهوده الشخصية إخراج المخطط العام للجامعة بجدة إلى مرحلة التصميم، كما شارك في إخراج مخطط الجامعة بمكة وكان يندفع بكليته في العمل دون تفكير فما يجب لنفسه من راحة ولصحته من عناية، ولقد علمت أنه كان يغادر بيته في الصباح المبكر دون أن يتناول طعام الإفطار منهمكا في عمله حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>