كان المرحوم محمود نصيف وهو من أسرة نصيف الشهيرة في جدة فوالده المرحوم الأستاذ حسين محمود نصيف مؤلف كتاب - ماضى الحجاز وحاضره - وجده العلامة والمؤرخ والوجيه الكبير المرحوم الشيخ محمد نصيف نقول كان هذا الشاب نمطا فريدا في خلقه وعمله، فقد ولى أخطر المناصب وهو في سن مبكرة بعد أن حصل على شهاداته العليا من إحدى كبرى الجامعات في الهندسة في أمريكا، فلم يقنع بمجد أسرته التليد وإنما بنى لنفسه مجدا جديدا حينما تبوأ مركزه كمدير للأشغال العسكرية الهندسية في وزارة الدفاع بالمملكة وهو منصب جدُّ خطير تحيط به المغريات من كل جانب ولم يهيئه لهذا علمه فحسب وإنما هيأته لذلك صفاته الشخصية، فلقد اشتهر بالإخلاص والنزاهة، ونظافة اليد والضمير وإذا علمت أن محمود نصيف أشرف على عدد من المشاريع البالغة الضخامة مثل مشروع المدينة العسكرية في خميس مشيط، ومطار جدة الدولى ومطار الرياض الدولى، وكان في كل أعماله مثالا للنزاهة التي تصل إلى درجة الزهد، أدركت مدى قوة الخلق في هذا الشاب العظيم الذى كان يتعالى على كل أسباب الإغراء مترفعا بنفسه عن كل مظنة حتى أصبح مضربا للمثل في عصر عزَّ فيه، هذا المثال النادر من الرجال، كتبت عنه إحدى المجلات الأمريكية المتخصصة في الهندسة والإنشاءات كواحد من المهندسين القلائل في العالم الذى أشرف على عدد ضخم من المشاريع الهندسية التي تقدر ببلايين الدولارات في وقت قصير.
وكان إلى جانب هذا النصب متديِّنا شديد التدين قوى الإيمان وقد أسبغ عليه هذا التدين ما تميَّز به من صفات التواضع الجم والأمانة القليلة النظير.