للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبر حواء أم البشر]

وبها - بجدة - من المآثر القديمة قبر السيدة الكريمة حواء أم البشر، وهو بالجانب الشرقي على يمين الداخل إلى جدة من باب مكة كما اعتمده غير واحد من المحققين، ويؤيده ما ذكره صاحب السيرة الحلبية وغيره من أن نزول السيدة حواء كان بجدة فلا خلاف في ذلك بين أهل التواريخ، وأما قبرها فقد اختلف فيه، والصحيح أنه القبر الشهير بجدة، كما أعلم بذلك بعض أهل الكشف، وعلى سرتها قبة جليلة وفي الحديث من زار والديه وفي رواية أبويه في كل جمعة كتب بارًّا.

أقول: أدركت قبر السيدة حواء أم البشر بمدينة جدة في أوائل الأربعينات من القرن الهجري الماضى تتوسطه قبة عظيمة ومن أمام القبة وخلفها ممر طويل، ويدخل الناس والحجاج خاصة لزيارة أمنا حواء في الحجرة التي تعلوها هذه القبة وقد زينت هذه الحجرة بالستائر، وأطلق فيها البخور، ويتولى أحد المشايخ وكان في ذلك العهد من بيت القاضي بجدة إدخال الحجاج، وتلقينهم الدعاء للزيارة، ويتقاضى الشيخ المذكور من الزائرين النقود التي يدفعونها مكافأة له، وحينما استولت الحكومة السعودية على الحجاز ودخل الملك عبد العزيز مدينة جدة سنة ١٣٤٤ هـ كان من أوائل الأعمال التي قامت بها الدولة السعودية هدم قبة حواء وقفل الزوايا المنسوبة إلى الطرق الصوفية، وإبطال البدع التي كانت سائدة في ذلك الزمان، والتى كان يتقرب بها الناس كما يظنون إلى الله تعالى، ولقد سبق للدولة السعودية الأولى أن أزالت قبة حواء ثم أُعيد بناؤها في العهد العثماني في ولاية الحاج عثمان باشا القرملى الذي أُسندت إليه ولاية الحجاز سنة ١٢٥٧ هـ وبقي في الولاية إلى سنة ١٢٦١ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>