للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يا ليل]

وللعواد قصيدة أخرى في هذا المعنى يقول فيها:

يا ليل كم سامرت أنجمك … الصماء تحكي العقد منتثرا

درر تفوق الدر حيث بها … معنى الحياة يشع منبهرا

وألِتُّ أسألها وما برحت … تعطي الجواب أغف مختصرا

لا تستطيع إبانة وكذا … تحلو الحياة الطالب أثرا

وينتهي في هذه المرة إلى أن هذا الغموض هو الذي يعطى للحياة سحرها فلو كان كل شيء واضحا لغدت الحياة تافهة رتيبة:

لو كان ما في الكون متضحا … كل الوضوح لما غدا صورا

وغدت حياة الناس تافهة … وغدا الخيال العذب محتقرا

كم في الحياة مظاهر عجب … تقضى وتمنع كلها الوطرا

ومفاتن شتى منوعة … ووراءها المعنى قد استترا

ونكتفي بهذا القدر من أفكار العواد الشعرية رغم كثرة ما يمكن الاستشهاد به في كل باب لأن نفس الحديث قد طال أكثر مما كنت أتوقع ولنتحدث الآن عن لمحة من شعر العواد في الغزل.

شِعر الغَزل

لعلى أفاجيء القارئ كما فوجئت أنا برأيي في غزل العواد فالوصف الغزلي عند العواد هو وصف حسي لم يخرج فيه عما فعله القدامى الذين نقدهم فأوسعهم نقدا بعد أن بليت عظامهم في الثرى ولا تعليل عندي هذا إلا لأن العواد شاعر

<<  <  ج: ص:  >  >>