للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من دخل مكة والمدينة من النصارى والإفرنج]

ذكر الغازي ما ذكره الأزرقي عن سيل الجحاف الذي دهم الناس بمكة صباح يوم التروية من سنة ثمانين للهجرة قبل الفجر، وما أحدثه هذا السيل من الفزع فقد امتلأ الوادي بالماء وهدم البيوت الشارعة على المسجد الحرام مما اضطر الناس للاتجاه إلى الجبال خشية على أنفسهم، وكان هذا السيل في خلافة عبد الملك بن مروان، فلما علم بأمره بعث إلى عامله مالًا كثيرًا لإصلاح البيوت التي تخربت، ولعمل ضفاير لها وللمسجد الحرام، وبعث مهندسًا نصرانيًا للقيام بهذا العمل كما هو موضح في صفحة ٤٧٩ من المجلد الثاني من إفادة الأنام.

وعلى ذكر دخول هذا المهندس النصراني إلى مكة ذكر الشيخ الغازي مقالة لأحمد زكي باشا سكرتير مجلس الوزراء في مصر، في ذِكْرِ من زار مكة والمدينة من نصارى الإفرنج وهذا نصها:

قد تمكَّن طائفة من الإفرنج من دخول الحجاز - ومن زيارة البقاع المقدسة والأماكن المطهرة، ولكنهم لم يكتبوا عنها "بالمرة" وإن كانوا كتبوا فمن باب الاستطراد، ومن هذه الفئة:

أولًا: الثلاثة النصاري الذين رآهم "نيبور" في مكة، فقد روى أن ملاحًا إنجليزيًا توجه إليها في سنة ١١٧٥ للهجرة قاصدًا أوربا عن طريق القسطنطينية، وأن رجلا آخر أتى اليمن عن طريق مكة وركب البحر سرًا إلى الهند، وأن تاجرًا فرنسيًا ذهب إلى مكة لمعالجة أمير الحج بعد أن أعطاه الأمان على نفسه، وعلى دينه ولكنهم اضطروه في أثناء الطريق إلى الدخول في دين الإسلام.

ثانيًا: توماس - اكيت - وهو عسكري اسكتلندي - أسره المصريون في محاربة الإنجليز مع محمد علي الكبير بمدينة الإسكندرية سنة ١٨٤١ ميلادية، ثم أسلم وانتهى أمره أن صار واليا على المدينة المنورة، ثم قتل في محاربة الوهابين.

<<  <  ج: ص:  >  >>