وامحى كالخيال إذا أخذ الواقع … منه مكان ما هو أولى
أنت يا من أحب روضي وهل … ما فيك في الروض؟ لا وربك كلا
يد عبقرية تهب الحب (١)
ويقول في مقطوعة أخرى:
غرام سحقناه فقدرت عهده … وآخر قد وافى فلله مجده
فمرحى لذا الحب الجديد ومرحبا … ولا دَر دَرُّ الذاهب الصعب رده
وما هكذا يناجي الحبيب الذاهب، ولا الغرام الماضي، لكأن العواد يتحدث عن خصم من خصوم أفكاره أو ناقد من نقاد شعره وأدبه، أين القلب وإحساسه إزاء ما مضى، وأين آثار ما بقى ويقول بعد ذلك:
فلم يدر دارٍ حينها حل مهجتي … أيعبد روحي أم هو الروح عبده
فيا مشعلا مني شبابا أجله … وممتلكا مني فؤادا أعده
ومتخذا عندي يدا عبقرية … بعثت بها حبا طفقت تمده
هنيئا لك القلب الذي منك نوره … وتعسا لحقد كان والتعس بعده
ونختتم الحديث عن شعر الغزل بقصيدة من أجمل ما نظم العواد في الغزل رغم ما فيها من الإدلال بنفسه إلا أنها تستحق الإشادة والتسجيل، فقد تجافى فيها عن الوصف الحسي وتسامح مع المحبوب في خطئه النحوي بل وجاراه فيه وهي عندي من أجمل ما نظم العواد في الغزل.