للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[العودة للدراسة]

حينما أتم المغيربي علاجه في الكويت استأذن أميرها في السفر إلى أوربا لاستكمال دراسته العليا التي كان يرغب في إتمامها، ويبدو أن صاحبنا وقد رأى الفاجعة التي حلَّت باغتيال الأمير سعود الرشيد، آثر البعد عن ميدان السياسة، فاعتذر عن قبول ما عرض عليه من البقاء في الكويت، وأكرم أمير الكويت ضيفه فأمر بترحيله في اليخت الخاص بعد أن زوَّده بتوصية وتذكرة مرور من الحكومة البريطانية للدخول إلى العراق، وذلك في أوائل عهد البريطانيين في العراق.

وصل المغيربي من الكويت إلى البصرة، ورحل منها إلى بغداد، وحصل على تصريح خاص من القنصلية الفرنسية بالدخول إلى سوريا، وبكتاب توصية من القنصل الفرنسى بها، وتوجه المغيربي عن طريق الفالوجة مارًّا بالرمادة، وأبو كمال، ودير الزور، إلى حلب ومنها إلى بيروت، وقابل المندوب السامي الفرنسى هناك الذي زوَّده بتوصية إلى السلطات العلمية العليا في فرنسا للدراسة في جامعة السربون.

وفي بيروت تزوَّد المغيربي ببعض المال الذي زوده به أبوه ثم سافر بحرًا إلى باريس، وفي باريس قرر الالتحاق بجامعة لوزان في سويسرا، لأنه رأى أن باستطاعته توفير سنة واحدة في مدة الدراسة بها، كما كانت الدراسة فيها بأربع لغات هي: الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، فاختار الدراسة باللغة الإنجليزية ثم ثنَّاها بالفرنسية وجعل يواصل دراسته في سباق مع الزمن صيفًا وشتاءًا حتى حصل على شهادة الزمالة في الحقوق والسياسة الدولية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>