أبناء المهاجرين وخاصة من أبناء مسلمي الهند ليتعلموا القرآن الكريم وعلومه، والسنة النبوية الشريفة وعلومها ليعودوا إلى بلادهم فينشروا هذا العلم بين الناس في وسط طغت عليه في ذلك الزمان سطوة المبشرين الذين يعملون جاهدين لصرف الناس عن الإسلام وإدخالهم في المسيحية، ولقد حققت المدرسة الصوليتيه هذه الغاية أو بعضا مثها فرأينا بين متخرجيها من تلاميذ مؤسسها من قاموا بفتح المدارس الإسلامية في بعض بلاد الهند واندنوسيا.
ولكن العمل الطيب كالعطر يفوح ريحه أينما حل فلا ينشق شذاه حامله فحسب وإنما ينشق الناس من حوله هذا الشذى العاطر، كما تمر ببستان الورد فيحمل إليك الهواء من حوله الطيب والشذى، وهكذا كانت المدرسة الصوليتيه نفحة عطرة في رحاب البيت العتيق أخرجت لنا العلماء والقضاة والمدرسين، وكانوا مصدر خير وبركة لكل من تلقى العلم عنهم أو اتصلت أسبابه بأسبابهم.
وهكذا يؤتى العمل الطيب أكله ثمرا جنيا طيبا بتوفيق الله وعونه.
مؤلفات الشيخ رحمت الله: -
أهم مؤلفات الشيخ رحمت الله هو كتاب إظهار الحق الذى سلف الحديث عنه والذى ألفه بتكليف من السلطان العثماني عبد العزيز خان وبإشارة من رئيس وزرائه خير الدين باشا التونسي، وكان قد سبقهما إلى هذا الطلب شيخ علماء مكه السيد أحمد زيني دحلان وقد تضمن هذا الكتاب الرد الوافي على مفتريات النصارى ضد الإسلام ودحض مفترياتهم وإثبات التحريف الذى وقع في الإنجيل، وإبطال معتقداتهم في التثليث وقد ترجم الكتاب إلى لغات كثيرة وأعيد طبعه مرات عديدة وآخر طبعة له هي الطبعة التي قامت بنشرها إدارة الشئون الدينية بدولة قطر وأشرف على طبعة فضيلة الشيخ عبد الله الأنصاري مدير الشئون الدينية هناك وقام على تحقيقه الدكتور عمر الدسوقى وهي في مجلدين كبير بن تزيد صفحاتهما عن الألف ومائتي صفحه وقد توج الكتاب بمقدمات أربع كتبها كل من الشيخ عبد الله الأنصاري والعلامة السيد أبو الحسن على الحسني الندوى والسيد محمد