للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زمن الحج وقد استأجرت منه بعض الخيام الكبيرة في حج أحد الأعوام وأدركنا المطر في عرفات وكان مطرًا عظيما فأظلتنا الخيام دون أن تنزل منها قطرة ماء بينما كانت بعض الخيام المصنوعة في مصر أو الهند لا تظلل المحتمين بها ولو أن الشيخ محمد علي رحمه الله توسع في مشروعه هذا وحسنه واستعان فيه ببعض الآلات الحديثة لكان لنا مصنع أو مصانع كثيرة للخيام الجيدة بدلا من استيراد عشرات الألوف منها كل عام ..

والشيخ الملطانى كان رجلا أنيس المجلس حاضر البديهة وقد رويت في كتاب حبات من عنقود بعض الطرائف عنه أوردها فما يلى:

وَاحِدَةٌ مِن أعدَاءِ الله تكفي

كان المرحوم الشيخ محمد على ملطانى يجمع الكثير من حميد الخصال، فلقد كان محبا للخير مشاء في خدمة الناس، وكان يحضر إلينا يوميا في مكتب الشيخ محمد سرور الصبان ومعه قائمة بطلبات الناس، هذا يريد له إركابا إلى المدينة أو الطائف، وهذا يعقب له على معاملة بوزارة المالية وذلك يحتاج إلى مساعدة أو وظيفة، وتوثقت صلتى به رحمه الله حتى أصبحت أعتمد عليه في كثير من أمورى الخاصة، وكان رجلا عاملا يجمع إلى الجد في العمل أنس المحضر، ومحبة الناس وكان منزله في الطائف أو في المدينة المنورة مجمعا للأصدقاء والأحباب من جميع الطبقات.

وكان قديرا على إرضاء النزعات المختلفة بأساليب غاية في اللطف وحسن المخرج وله طرائف عجيبة أذكر منها أن إحدى بناته ولدت ولدا وأرادت هي وزوجها أن يسمياه أحد الأسماء الحديثة في ذلك الوقت كفاروق ولطفى وفؤاد وما إلى ذلك، وأراد جد الطفل لأبيه أن يسمى باسمه وكان هذا الجد هو الشيخ

<<  <  ج: ص:  >  >>