ويجعل طريقا في الذاهب للسعي، وآخر للآيب، ونص حبلًا - وكان مراده أن يجعل عوضه دَرَابِزًا حاجزًا - من الحديد وغيره.
يقول الحضراوي: ثم لما صمم على توسيع المسعى، وهدم بعض الدور الداخلة بالمشعر كما مر، كتب فيه بعض أهالي مكة المشرفة، ونقموا عليه، وتوجه بالكتب إلى الدولة العلية، أحد الفضلاء، وهو المرحوم السيد عبد الله بن عقيل. توجه خفية على ناقة إلى التنعيم ثم أخذ برًّا عن طريق الحربية، وتوجه إلى الآستانة العلية وشكاه، فأمرت الدولة العلية بعزله، وكان إذ ذاك على غفلة، وعزل عن مكة المشرفة سنة ١٢٦٦ هـ، فتوجه إلى الآستانة مكرّمًا فتولى بها جملة ولايات من - جملة - بينها - نظارة الأوقاف إلى أن توفى بها سنة ١٢٨٧ هـ.
[أعماله الأخرى]
يقول الحضراوي: وأخرج مكاتب الصبيان من الحرم الشريف، وفرَّقهُم في الزوايا، ورتب لكل فقيه مائة قرش بالخزينة العامرة.
ويقول الحضراوي: وربما كان يَعُسُّ بنفسه ليلا، ويدور مكة بزي أحد العساكر، ويختفي بالقهاوي، ويتفقد المحتاجين من ذوى البيوت.
[تأسيس مراكز الشرطة]
يقول الحضراوي عن هذا الوالي: وأزال جملة من المنكرات، ورتب كركولات بباطن مكة من العساكر النظامية فجعل في المسعى كركولا، وبالمدعى كركولا، وبسوق المعلى مثله، وبالشبيكة عند المحجوب مثله، والهجلة مثله، وعند بيت الباشا مثله.