للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نذره والده للحرم قد حقق الله نذره فكان الشيخ حسن المشاط خادمًا للعلم في المسجد الحرام طيلة حياته، وأراد الله به الهداية للطلبة الكثيرين خاصة من الأندونسيين الذين أتموا تعليمهم على يديه في مكة المكرمة، ثم عادوا إلى بلادهم فأسسَّوا فيها المدارس الإسلامية والكليات ونشروا العلم في ربوعها، ولقد كان طيلة حياته حفيًّا بهؤلاء الطلبة الذين يرسلهم آباؤهم إلى مكة المكرمة لتلقى العلم على يد علمائها، فيبدأون مع الشيخ حسن المشاط دراستهم الابتدائية حتى يصل معظمهم إلى الحد الذي يستطيع به الدخول في مجال طلب الرزق، فينخرطون في أعمالهم ليبدأ مع طائفة أخرى نفس البداية، ويبقى معه الراغبون في إكمال دراستهم يستزيدوا من العلم ما يمكّنهم من العودة إلى بلادهم ليعلّموا الناس، هكذا أراد الله تعالى للشيخ حسن المشاط أن يكون مصدر علم وهداية، ولا شك أن إخلاص الرجل في هذا السلك قد آتى بفضل الله تعالى أكلَه وأَثْمَرَ ثَمَرَه فبارك الله فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإذا كان الشيخ حسن المشاط لم يَنَلْ من أعراض هذه الدنيا ما ناله غيره فقد أراد الله تعالى لابنه الشيخ أحمد المشاط أن يكون من رجال الأعمال الناجحين، وهكذا يختار الله تعالى لعباده ما يصلح لهم، وهو أعلم بهم، كلٌّ مسخر لما خلق له في هذه الحياة.

[وفاة الشيخ حسن المشاط]

في الثالث والعشرين من شهر رمضان عام تسع وتسعين بعد الثلاثمائة والألف وبعد إتمام صلاة التراويح في المسجد الذي أنشأه الشيخ حسن المشاط بجوار منزله في محلة أم الدرج خارج مكة المكرمة، وكان قد أتم ختم القرآن في تلك الليلة مع مجموعة الحفظة من تلاميذه، أصيب

<<  <  ج: ص:  >  >>