ومما أذكره عن لقاءاتي بالشيخ حسن المشاط في المدينة، أننا كنا جلوسا ننتظر صلاة الفجر في الروضة المشرفة في آخر أيام رمضان، فسمعنا صوت طلقة مدفع فرفع إليَّ الشيخ حسن - رحمه الله - رأسه متسائلا؟ قلت: قد ثبت دخول العيد كل عام وأنتم بخير، وكان هذا على ما أذكر في عهد جلالة الملك سعود - رحمه الله - قال: لا، أظنه مدفع الإمساك. قلت: لقد مضى وقت الإمساك ونحن في انتظار صلاة الفجر، وانطلق المدفع الثاني وتوالت الطلقات فأيقن أنه العيد، ورأيته - رحمه الله - يتهيأ للخروج من المسجد فقلت له: أن تركت مكانك فلن تستطع الصلاة داخل المسجد. قال: لابد لي أن أخرج، أن مفتاح المنزل معي ولنا رفيق سيعود ليتهيأ لصلاة العيد ولا يجوز أن نعوقه عن ذلك، ثم أضاف قائلا: حاول أن تحتفظ لنا بالمكان وكان قد وضع فيه سجادة، قلت سأحاول ولكني متأكد، إنها محاولة فاشلة. فمن ذا الذى يستطع الاحتفاظ بمكان في الروضة الشريفة فجر يوم من أيام العيد إن لم يكن جالسًا فيه؟
وخرج الشيخ حسن المشاط ورفيقه ولم يستطع العودة إلى المكان، ولعله اضطر إلى الصلاة خارج المسجد، ولكن خلقه المفطور على الوفاء أبي عليه أن يترك رفيقه في المنزل محرومًا من أداء صلاة العيد - رحمه الله -.
والمتأمل في أمر أسرة المشاط يرى أن الشيخ حسن المشاط