للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومزقه ودعسه بحذائه، وقد تحدثنا عن هذه الفتنة في بحثنا عن ولاة العثمانيين في الحجاز فنكتفي بالإشارة إليها رغبة عن عدم التكرار.

[أول محمل مصري يصل بطريق البحر]

وفي سنة خمس وسبعين ومائتين وألف - هجرية - كان أول سنة مجيء محمل أهل مصر من طريق البحر على جدة ثم يطلع من البحر بموكبه من جدة إلى مكة.

يقول الحضراوي: وهذا لم يعهد سابقا أبدا مطلقا، وذلك بأمر والي مصر محمد سعيد باشا، حتى أهلكه الله بعد ثلاث سنوات، سنة تسع وسبعين، رجع المحمل من البر على عادته من مصر إلى مكة.

أقول: المحمل: هو عبارة عن هودج يوضع على بعير ويكسى بكسوة حريرية زاهية يصطحبه الحجاج حين خروجهم من بلادهم وتصحبه قوة عسكرية يقودها قائد عسكري برتبة كبيرة، ويخرج معه الحجاج ليكونوا في حماية هذه القوة العسكرية وكانت طرق الحج كما هو معلوم غير آمنة، وكان الأعراب يعتدون على الحجاج وينهبونهم، ويأخذون منهم الإِتاوات، وكان الحجاج المصريون يخرجون مع المحمل المصري، والحجاج الشاميون يخرجون مع المحمل الشامي، وهذه المحامل تسلك طريق البر، وكان المصريون يحملون معهم كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تصنع في مصر من ريع الأوقاف التي رصدت لذلك من السلاطين الأيوبيين والعثمانيين.

وقد اختلف المصريون مع الملك الشريف الحسين بن علي فمنعوا تسليم الكسوة في سنة ١٣٤١ هـ، فصنع الشريف الحسين كسوة. للكعبة صنعت في العراق سنة ١٣٤٢ هـ، ثم حدثت حادثة المحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>