للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قطع الطريق على الحجاج]

ذكر ابن فهد في حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ما نصه:

وفيها نهبت بنو سليم حاج مصر والشام، وكانوا عَالَمًا كثيرًا وأخذ جميع ما كان معهم من الأموال، وكان مالًا لا حدَّ له، لأنَّ كثيرًا من الناس من أهل الثغور والشام هربوا خوفًا من الروم بأموالهم وأهليهم وقصدوا مكة ليسيروا منها إلى العراق فأخذوا وقتل أمير الركب وهلك من الناس ما لا يحصى، وتمزقوا في البراري، ولم يسلم إلا القليل، ورَدَّ على الحاج بعض ما أخذ منهم في السنة التي بعدها (١).

[العرب يضعون الحنظل في المياه للحجاج]

وقال ابن فهد أيضًا في حوادث سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وفيها أصاب حاج العراق رياح وأهوال، وطرحت العرب من خفاجة الحنظل في المياه فهلكوا عطشًا ثم أخذوهم ونهبوهم (٢).

[أمير مكة محمد بن أبي هاشم ينهب أموال الحجاج]

وفي درر الفرائد، وفي سنة ست وثمانين وأربعمائة حج الناس من الشام، فلما قضوا حجهم وعادوا سائرين، أرسل إليهم أمير مكة محمد بن أبي هاشم عسكرًا فلحقوهم بالقرب من مكة، فنهبوا كثيرًا من أموالهم وجمالهم، فعادوا مستغيثين به وأخبروه، وسألوه أن يعيد إليهم ما أخذ منهم، وشكوا إليه بُعْدَ ديارهم فلم يغثهم بما فيه كبير جدوى، وأعاد بعض ما أخذوا منهم، فلما ايسوا منه عادوا من مكة على أقبح صفة، فلما بعدوا عن مكة، ظهر عليهم جموع من العرب في عدة جهات، فضايقوهم على مال أخذوه من الحاج بعد أن قتل منهم


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٠٤/ ٦٠٥.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>