أدى لبلاده خدمة من أجل الخدمات لأنه سد حاجة البلاد من الفنادق كما أسبغ عليها مظهرا حضاريا كانت في أشد الحاجة إليه، قد يقول البعض ولكنه أفاد شخصيا من هذا العمل ربحا ماديا ودخلا مثمرا ونقول أنه ليس من الضرورى أن يكون العمل النافع مجردا من المنفعة والربح فما أكثر الأعمال المربحة والمثمرة ماديا! ولكن العمل إنما يقاس بنفعه للبلاد والعباد فإِذا كان يحقق هذا النفع ويعود على صاحبه بالربح فهو عمل طيب مشكور لا مراء في ذلك ولا جدال، ولا ينتقص منه إلا حاقد أو كسلان ..
المسْتشفى اللبْناني
وكما كانت البلاد تعانى من نقص الفنادق كانت تعانى كذلك من قلة المستشفيات ولعل الكثيرين لا يعلمون أن مدينة جدة بل كل المدن الكبيرة في المملكة لم يكن فيها سوى مستشفى واحد هو المستشفى العام - مستشفى حكومى واحد في كل مدينة - ومن المعلوم أن المستشفى العام الحكومى هو غير المستشفى الخاص سواء في تجهيزاته أو خدماته، وحينما قدم إلى جدة بعض الأطباء اللبنانيين ولديهم فكرة افتتاح مستشفى خاص في جدة لم يجدوا من يحقق طلبتهم سوى الشيخ عبد الله السليمان فهل يعلم القراء ماذا فعل عبد الله السليمان لإخراج الفكرة إلى حيز الوجود، لقد شجعهم في البداية على افتتاح المستشفى وافتتح فعلا ولكن في مبنى قديم متهالك فلم يلبث الشيخ عبد الله السليمان أن أخلى فندق الكندرة في جدة - بعد استكمال بناء فنادقه الأخرى وحوله إلى مستشفى فانتقلت إليه إدارة المستشفى اللبنانى وقام الشيخ عبد الله السليمان ببناء جناح جديد في المستشفى وهكذا قام أول مستشفى خاص في مدينة جدة بل في المملكة بتشجيع كريم من الشيخ عبد الله السليمان رحمه الله وبمثل هذه الأعمال تقاس همم الرجال ..