للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كسوة الكعبة في الإسلام]

أما كسوة الكعبة في الإسلام فقد ورد أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه كساها الثياب اليمانية ثم كساها أبو بكر وعمر وعثمان القباطي، وهي ثياب من صنع مصر كانت معروفة في ذلك الزمان، ثم كساها الحجاج الديباج بأمر عبد الملك بن مروان.

ويبدو أن كسوة الكعبة لم تكن تتم بشكل دورى في مواعيد فعينة، لهذا فإن الناس كانوا يساهمون في كسوتها فقد روى أن ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان يكسو بدنه القباطي والحبرات كان يحرم بها فإذا كان يوم النحر نزعها ثم أرسل بها إلى شيبة بن عثمان سادن البيت فناطها - علقها - على الكعبة. وروى أن عمر رضى الله تعالى عنه كان يكسو الكعبة القباطي يوصي عليها من مصر تحاك له هناك وفعل بعده ذلك عثمان فلما كان عهد معاوية كساها القباطى كما كان يفعل عمر وكساها الديباج فكانت تكسى الديباج يوم عاشوراء وتكسى القباطى في آخر شهر رمضان وأجرى معاوية لها وظيفة من الطيب لكل صلاة وكان يبعث بالطيب والمجمر والخلوف في الموسم وفى رجب وأخدمها معاوية عبيدا بعث بهم إليها فكانوا يخدمونها وعلى هذا فإن كسوة الكعبة انتظمت في عهد عمر رضي الله تعالى عنه حيث تحاك من مصر وترسل إليها ثم صارت تكسى في عهد معاوية مرتين في العام.

وكان يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير يكسوان الكعبة الديباج المصنوع من خراسان فلما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة كان يكسوها الديباج ويرسل به من الشام إلى المدينة فينشر يوما في مسجد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه على أساطين المسجد ثم يطوى ويبعث به إلى مكة وكذلك كان يبعث بالطيب وبالمجمر - العود - إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الديباج إذا وضع على الكعبة يوم التروية علق على نصفها دون أن يخاط فتبدوا الكعبة وكانها محرمة كما هي العادة اليوم، فإذا أتم الناس حجهم وصدروا من منى أكملت كسوتها فإذا كان يوم العاشر من محرم أتموا الكسوة بخياطة أثواب الكعبة عليها فبدت كاملة وتبقى كسوة الديباج

<<  <  ج: ص:  >  >>