للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتروى النوار بنت مالك أم زيد بن ثابت رضى الله عنه قالت: رأيت على الكعبة قبل أن ألد زيد بن ثابت وأنابه نسئ مطارف خز خضراء وصفراء وكرار وأكسية من أكسية الأعراب وشقاق شعر والكرار هي الخيش الرقيق واحدها كر.

ويبدو أن الناس قبل الإسلام كانوا يكسون الكعبة تقربا فكل من أراد كسوتها وضع الكسوة التي عليه فعلقها بها فكنت تجد معلقا على وجه الكعبة الأكسية من الحرير والخيش والشعر وغيرها من مختلف الثياب التي تهدى إليها وتعلق عليها. وكانت هذه الأكسية تتكاثر على الكعبة وربما حفظ بعضها في خزانة الكعبة فإذا بلى شيء من الأكسية المعلقة عليها أزيل ووضع مكانه، وكان الطيب يهدى إلى الكعبة فتضمخ به كما يهدى إليها العود فتجمر به.

وفي وقت من الأوقات كانت قريش تفرض كسوة الكعبة على القبائل بقدر احتمالها فتسهم كل قبيلة بما فرض عليها من هذه الكسوة حتى نشأ أبو ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان يتجر مع اليمن فأثرى ثراء عظيما فكان يكسو الكعبة سنة وتكسوها قبائل قريش سنة، وكان يأتى بالكسوة من أرض السكاسك باليمن وكانت هذه الكسوة حبرة جديدة واستمر على ذلك حتى مات وكانت قريش تسميه العدل لأنه عدل بفعله فعل قريش كلها واستمر هذا الاسم لأبنائه من بعده فكانوا يسمون بنو العدل.

وقيل أن أول من كسى الكعبة الديباج خالد بن جعفر بن كلاب، قالوا أنه أصاب لطيمة في الجاهلية فيها نمط ديباج فأرسل به إلى الكعبة فنيط عليها وقيل أن أول من كساها الديباج نتيلة بنت حبان والدة العباس بن عبد المطلب قيل أنها أضلت ابنها العباس، وقيل شقيقه ضرارا بن عبد المطلب فنذرت أن وجدته أن تكسو البيت فرده عليها رجل من جزام فكست الكعبة ثبابا بيضا. (١)


(١) "٣٤٤ - ٢٤٩ تاريخ الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>