لقد ظهرت الحاجة إلى توسعة المسجد النبوي الشريف على أثر تكاثر الحجاج عاما بعد عام وكذلك لسهولة المواصلات بين مدن المملكة مما سهل للمواطنين القدوم إلى المدينة المنورة بطريق الجو والبر ولهذا فقد جرى الإعداد للتوسعة الثانية للمسجد وتم نزع ملكيات كثير من المباني والأماكن ويقول المؤلف أن هذه التوسعة ستتم باتجاه الغرب وستمتد من الجدار الغربي للمسجد إلى الشارع العيني بطول يبلغ مقداره ١٦٥ مترا كما ستمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الغربي حتى محلة الساحة ويبلغ مجموع مساحة التوسعة الجديدة ما يزيد على ستة وعشرين ألف متر وتزيد قيمة التعويضات فيها على خمسين مليون متر.
هذا ما كتبه المؤلف في سنة ١٣٩٣ هـ في آخر طبعة لكتابه القيم الذى نتحدث عنه، وقد تم نزع ملكيات أخرى حول المسجد النبوي الشريف كما وألحقت مساحات كبيرة من الأرض به وأحيطت بالأسوار وأضيئت بالكهرباء وأعدت للصلاة والمأمول أن تجرى العمارة الجديدة المنوية وأن تتم كما تمت سابقتها في المسجد النبوي والمسجد الحرام وفق الله ولاة الأمور وأعانهم على إتمام ذلك أنه سميع مجيب.
وقد تحدث المؤلف في كتابه القيم عن أودية المدينة وعيونها ومحلاتها الشهيرة إلى غير ذلك من المباحث الهامة والقيمة التي نكتفي بالإشارة إليها خشية الإطالة ونحيل الراغب في الاستزادة إلى هذا الكتاب الصغير في حجمه والكبير في قدره ومحتواه.
أن كتاب آثار المدينة المنورة الذى الله عبد القدوس رحمه الله وهو في الثلاثين من العمر من الكتب النادرة في موضوعه وهو خلاصة جهد عظيم ودأب وتحقيق كبيرين، ولقد كنت أتمنى لو أنه رحمه الله أفاض في بعض المواضيع التي عالجها لكن ذلك أشفى لنفس القارئ وأكثر فائدة لأن هذه المباحث العزيزة يتشوق إليها