للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أراد السلطان أن يجعل حجارة الكعبة من الذهب والفضة]

نقل الغازي عن السيد أحمد دحلان في السالنامة الحجازية أن السلطان أحمد بن السلطان محمد بن مراد سليم الثاني بن سليمان الأول فاتح مصر أنه أراد أن يجعل حجارة الكعبة المعظمة ملبَّسة حجرًا بالذهب وحجرًا بالفضة، فمنعه شيخ الإسلام المولى محمد بن سعد الدين وقال له: هذا يزيل حرمة البيت، ولو أراد الله سبحانه وتعالى لجعله قطعة من الياقوت فكفَّ السلطان عن ذلك (١).

[لون الحجر الأسود من الداخل]

ذكرنا في الجزء الثاني من أعلام الحجاز ما أورده المؤرخون عن الحجر الأسود والحوادث التي تعرض لها ونضيف إلى ذلك ما ذكره الشيخ الغازي إكمالًا للفائدة.

جاء في ذكر عمارة الكعبة الشريفة في العهد العثماني ما يلي:

وفي سابع رجب حضر مولانا الشريف وبعض أبناء عمه وجملة من الأعيان، وأرباب العمارة، وأرادوا خلع الحجر الأسود لتمكينه في محله على وجه الكمال، فما أمكن لهم ذلك، وغاية ما قدروا عليه رفع الحجر الذي فوقه.

يقول المؤلف: وأخبرني مولانا الشيخ عبد العزيز الزمزمي، وكان حضر هذا المجلس معهم أنه رأى باطن الحجر، وأن لونه أشهب، وأنه مربع كتربيع المفتاح (٢).

أقول: كانت عمارة السلطان سليم العثماني للمسجد الحرام بدأت في سنة ٩٨١ للهجرة واستمرت حتى سنة ٩٨٤ هـ، وقد كانت عمارة عظيمة أبدلت فيها السقوف الخشبية بالقباب الموجودة حاليا، وتوفي السلطان سليم قبل إتمامها فأكملها السلطان مراد الثاني (٣) ونقل الغازي عن الشيخ محمد بن علان الصديقي وهو يتحدث عن شظايا الحجر الأسود حينما تفتت بعضها وأخرجت في عمارة الكعبة الشريفة التي حدثت في عام ١٠٣٩ هـ.

يقول محمد بن علان وأخبرني الجمَّال الوقاد أن لون ما انكشف من الأحجار التي تفتت أخضر زيتي، وقال غيره فيه شوب صفرة كالمحبب بالزعفران (٤).

أقول: العمارة التي حدثت في سنة ١٠٣٩ هـ كانت بسبب سقوط الجدار الشامي للكعبة، كما سقط بعض جداريها الشرقي والغربب، وقد فضلنا ذلك في الجزء الثاني من أعلام الحجاز (٥).


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٢٨٠.
(٢) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٢٠٠ - ٢٠١.
(٣) انظر أعلام الحجاز ج ٢ ص ٢٤ - ٢٧.
(٤) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٣٤٥.
(٥) انظر أعلام الحجاز ج ٢ ص ٧٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>