للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تسقيف المسعى]

ذكر الشيخ/ الغازي في إفادة الأنام ما يلي:

في سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعين أمر الشريف الحسين الملك الهاشمي بعمل سقيفة للمسعى، وكانت المسعى مكشوفة، وكان الساعون بين الصفا والمروة يتعرضون لحرِّ الشمس ولفح السموم حين سعيهم، وقد أورد الشيخ الغازي الأبيات الشعرية الجميلة التي سجلت هذا الحدث للشاعر الأديب الشيخ/ فؤاد الخطيب والتي سجلت على باب سقيفة المسعى من جهة الصفا، كما أورد الأبيات الشعرية التي نظمها الشاب الأديب صالح قزاز، والتي سجلت على باب سقيفة المسعى من جهة المدعي.

وهذه أبيات فؤاد الخطيب:

نضَّر الله تعالى ورعى … ملك العرب الحسين الأروعا

مرت الأجيال لم يرفع لهم … غيره الظلَّ الذي قد رفعا

وحمى الإسلام في خير حِما … فهو ظل الدين والدنيا معا

ضجَّ بالشكر وبالحمد له … كل من طاف ولبَّى ودعا

وجزى القزاز من همته … خير ما يجزي به من نفعا

صدق الذي قال لنا … ليس للإنسان إلا ما سعى (١)

أقول الشيخ/ فؤاد الخطيب كان وزيرًا لخارجية الملك الشريف الحسين بن علي، وهو شاعر عربي كبير، وأصله من لبنان، وكان على اتصال بالملك حسين وأولاده، وفي عهد جلالة الملك عبد العزيز آل سعود، جاء إلى الحجاز فعيَّنه الملك عبد العزيز يرحمه الله سفيرًا للمملكة في أفغانستان، وابنه الآن من سفراء المملكة في الخارج، أما القزاز الذي أشار إليه الخطيب قائلًا:

وجزى القزاز من همته … خير ما يجزي به من نفعا

فهو الشيخ/ عبد الوهاب قزاز من أعيان مكة المكرمة، وكان وزيرًا للنافعة في زمن الملك حسين، ووزارة النافعة في الاصطلاح الهاشمي إذ ذاك تعني وزارة الأشغال في زماننا هذا.

أما الشاب الأديب صالح قزاز الذي سجلت الأبيات التي نظمها في سقف المسعى من جهة المدعي، فهو الشيخ/ صالح قزاز أمين رابطة العالم الإسلامي يرحمه الله فيما بعد وهو من رجالات مكة المعروفين (٢).

أقول: ولقد أدركت السقيفة التي أمر بإنشائها الملك حسين والتي أشاد بها الشعراء في حينه، وقد أزيلت هذه السقيفة في العهد السعودي، وأبدلت بسقف جميل المنظر تحمله


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٥٠/ ٥١.
(٢) انظر ترجمته في هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>