للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل أن يذهب إلى الوادى فيحضر الحجر المطلوب وذهب إسماعيل إلى الوادى فنزل جبريل عليه السلام من السماء بالحجر الأسود وكان قد رفع إلى السماء حين غرقت الأرض بالطوفان وعاد إسماعيل فرأى الحجر الأسود وقد وضع في مكانه وسأل أباه من جاءك بهذا؟ قال إبراهيم من لم يكلنى إليك ولا إلى حجزك. (١)

[جرهم والعماليق]

انتشر العمران في مكة بعد بناء البيت ومرت أطوار تاريخية أصبح فيها أمر مكة إلى قبيلتي جرهم والعماليق وكانت تثور الحروب بين القبيلتين فتارة تكون الغلبة لهذه القبيلة وأخرى لتلك ومما يذكر عن هاتين القبيلتين أن ملك جرهم الحارث بن مضاض هو أول من ولي البيت وكان ينزل بقيقعان وهو جبل شهير بمكة يقع في الجهة الغربية من المسجد الحرام ويقابل جبل أبي قبيس المطل على المسجد الحرام وكان كل من دخل مكة بتجارة عشرها عليه ملك جرهم. وذلك للداخل من أعلا مكة، وكان ملك العماليق السميدع بن هود بن حدرة بن مازن وكان ينزل أجياد من أسفل مكة وكان يعشر التجارة الداخلة إلى مكة من أسفلها.

ومن هذا يتبين لنا أن الرسوم الجمركية على البضائع الداخلة إلى البلاد يرجع تاريخها إلى أزمان ممعنة في القدم. وكان آخر ملوك مكة هو الحارث بن مضاض الأصغر الذى تنسب إليه القصيدة الشهيرة.

كان لم يكن بين الجحون إلى الصفا … أنيس ولم يسمر بمكة سامر (٢)

[بناء قصي للكعبة]

وقد انتهى أمر مكة إلى قصي بن كلاب الذى اجتمع أمر قريش على ولايته عليهم ويبدو أن البيت قد تخرب بعوامل القدم ومرور الزمان فجمع قصي نفقة ثم


(١) "٣٤ - ٣٩ تاريخ الكعبة المعظمة".
(٢) "٤٦ تاريخ الكعبة المعظمة".

<<  <  ج: ص:  >  >>