ليكون مسامتا لباقي الأحجار واستمر البناء بغاية الدقة والإتقان إلى موضع الحجر الأسود فحضر مندوب السلطان مراد خان والشريف عبد الله بن الحسين بن أبي نمي أمير مكه وأولاده وجمع كبير من العلماء والأعيان وأصحاب الوظائف الكبيرة في الحرم وسادن بيت الله الحرام وذلك للاحتفال بتثبيت الحجر الأسود في موضعه من الركن.
[حادث مثير للحجر الأسود]
أخذ كبير المهندسين ومعه العلم عبد الرحمن زين الدين بأصبع الحديد ما أطاف بالحجر الأسود والفضة التي أحيطت بالحجر وكذلك بالجير الذى ألصق به وكان ولد أمير مكة الشريف محمد يتلقى هذه المواد بمحرمة في يده وهم يتلطفون في الأمر ولكن الذى كان بيده المعمول ضغط دون قصد على الحجر فإذا به ينقسم إلى أربع شظايا وكادت هذه الشظايا أن تسقط فلما رأوا ذلك أحضروا السيد على ابن بركات فهاله ما رأى من أمر الحجر كما هال الحاضرين ما علموا من ذلك وما شهدوا وأخيرا أجمع الرأى على إبقاء الحجر فى مكانه من الركن وإصلاحه دون إخراجه من موضعه خشية أن يتحول إلى شظايا صغيرة متفرقة أن هم أخرجوه من الركن، وإصلاحه دون إخراجه من العنبر واللاذن وأعادوا الفتات التي خرجت من الحجر أثناء التنظيف إلى مكانها منه ووضعوا عليه طوق الفضة الذى أعدَّ له وباشر إتمام ذلك أمير مكة وأكابر الحاضرين، ولكن مركب العنبر واللاذن لم يدم طويلا فلما حميت الشمس ذاب هذا المركب فأوقدت الشموع ليلا وعملوا مركبا آخر من كثير من المواد الثابتة وأضافوا إليها المسك والعنبر وتم إلصاق الشظايا مرة أخرى بهذا المركب الذى انتهى العمل فيه عند منتصف الليل وقد بلغت شظايا الحجر ثلاثة عشر فلقة الكبار منها أربعة وقد حدث في التاسع من شهر شوال أنه لوحظ تحرك طوق الفضة المطيف بالحجر الأسود وتخلخل أحجاره وربما كان ذلك من كثرة اللمس والتقبيل للحجر بعد أن كان محجوبا عن الناس بضعة شهور فأعيد صنع مركب آخر ملئت به الثغرات بين أحجاره ليتم تماسكها، وفى أول يوم من ذى