للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الباب الشمالي فكان يطلق عليه اسم باب جديد، والباب البحري باب البنط، والباب اليماني باب شريف، ويبدو أن هذه الأسماء أُطلقت على الأبواب في العهد العثماني لأنها تحمل الصبغة التركية. والله أعلم.

[السلطان يأمر بإغراق الكردي في البحر]

ثم لا زال الأمير حسين الكردي يقتل ويشنق في جدة بغير حق، حتى توجه إلى الهند، ثم سفك الدماء بأرض اليمن، وافتتح في طريقه مملكة بنى طاهر ظلما وعدوانا، بعد حروب يطول شرحها، وأقام بها نوابًا له، وكانوا ملوكا من أهل السنة والجماعة، ثم رجع إلى مكة المشرقة، وكانت إذ ذاك دولة الجراكسة قد انقرضت بمصر.

وتوجه الشريف أبو نمي بن بركات وعمره اثنا عشر سنة إلى مصر ورجع مزوَّدًا بما طلب من السلطان سليم وأمره بقتل حسين الكردي، فنصره الله عليه، وأخذ الأمير حسين الكردي مقيدا من مكة إلى جدة، وربط في رجله حجرا كبيرا، وغرق في بحر جدة في موضمع يقال له (أم السمك) فأكلته الأسماك بعد أن كان من الأملاك، وتفرق في البلاد جنوده وأعوانه بددا {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} وذكر الحضراوي أنه نقل ذلك عن كتاب "الأعلام بتاريخ البلد الحرام" لقطب الدين النهرواني المكى. ويقول الشيخ حمد بن الجاسر: إنه مطبوع.

أقول: بالنسبة لبناء سور جدة فقد كان السبب في بنائه هو أن السلطان قانصوه الغوري سلطان مصر - وكان الحجاز في هذه الفترة قد دخل تحت سلطان الدولة المملوكية في مصر - نمي إلى السلطان قانصوة

<<  <  ج: ص:  >  >>