للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تحققت وأن البذرة التي بذرها وسقاها ورعاها قد أثمرت فتحولت إلى شجرة حافلة بالعطاء، ولقد أكرم الله الأخوين علي وعثمان حافظ فأبصرا البذرة التي بذراها في رمال الصحراء تتحول إلى شجرة كبيرة يانعة، وأبصرا الأطفال الذين كانوا يتجمعون للتَّسَوُّل، وقد أصبحوا رجالًا عاملين مسئولين، هذه هي المكافأة الدنيوية وفيها من رضا النفس وطمأنينة القلب، ما يملأ النفوس سعادة ونشوة، أما المكافأة الأخروية فإن الله سبحانه وتعالى قد تكفَّل بها للعاملين المخلصين {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

مدرسة الصحراء تُسلم إلى وزارة المعارف:

استمر علي وعثمان حافظ يرعيان مدرسة الصحراء منذ أن كانت غرفة في مقهى المسيجيد إلى أن أصبحت صرحًا شامخًا في الصحراء ومنارة علم وضَّاءة، والمدرسة كما يعلم القارئ كالمزرعة تبدأ فصلًا واحدًا ثم تنمو فتكبر. فالتعليم الابتدائي يعقبه التعليم المتوسط ثم الثانوي ثم الأكاديمى، وقد استمر المؤسسان ستة عشر عامًا يرعيان مدرسة الصحراء ويشرفان على الشئون الكبيرة والصغيرة فيها حتى استوت قائمة على أصولها فسلماها إلى وزارة المعارف لتكون حلقة في سلسلة كبيرة من الحلقات من مدارس الصحراء، تشمل قرى وصحاري المملكة العربية السعودية الواسعة الأرجاء.

ونختم الحديث عن مدرسة الصحراء بالبيانات التالية:

تأسست مدرسة الصحراء في شوال ١٣٦٥ هـ، وسُلِّمت إلى وزارة المعارف في أول ربيع الثاني ١٣٨١ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>