إذ يسَّر لمدارس الحجاز حاجتها من الكتب المدرسية فلا تتعطل الدراسة انتظارا لوصول الكتب من الخارج وإنما هي مطبوعة في مكة المكرمة وموجودة بين أيدى المدرسين والطلاب في الموعد الصحيح ولم تقتصر الطبعة الماجدية على طبع الكتب المدرسية وإنما كانت تقوم كذلك بطبع المطبوعات التجارية والكتب الأخرى ومن أهم ما طبعته كتاب تاريخ مكة للأزرقى في مجلدين وهو من أقدم وأهم كتب التراث قام بتحقيقه الأستاذ رشدى ملحس رحمه الله وكان يعمل بجريدة أم القرى في مكة المكرمة في أواخر الأربعينات، وهكذا أنشأ ماجد كردى رحمه الله بمكتبته العظيمة ومطبعته منارة لنشر العلم في بلد الله الحرام وبذل في سبيل ذلك من المال والجهد ما جعله علما من الأعلام.
بَيت الكردي في القرارة
ولن يتم الحديث كن الشيخ ماجد كردى إلا إذا المحنا بشئ عن أخلاقه الشخصية فلقد كان الرجل طالب علم محبا للعلماء وكان بيته في مكة المكرمة بالقرارة مفتوحا للناس وخاصة للعلماء ورجال الدين والمقرئين من حجاج بيت الله الحرام وكان الرجل بحكم صلته العلمية بالعلماء محط الأنظار فكان يستضيف العلماء ورجال الدين وأعلام الأدب الذين يصلون إلى مكة المكرمة من جميع أنحاء العالم الإِسلامى فيجدون في داره حسن الضيافة وطيب المقام، وكانت هذه الدار علاوة على ما توفره لمن تستضيفهم تعتبر منتدى علميا وأدبيا في موسم الحج خاصة، فتعقد فيها الندوات يستمع الناس فيها إلى قراءة القرآن الكريم من مقرئين أصواتهم حسنة، وإلى تفسير للآيات من عالم بالتفسير وإلى أبحاث دينية وعلمية يسهم فيها أصحاب الاختصاص من الحاضرين كما يلقى فيها