للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحت وطأة هذه الحمولة الثقيلة فتستبدل البغال بغيرها وهكذا تم النقل على مراحل وفى عناء شديد ولولا رغبة الوالد الشديدة في إنشاء الطبعة بمكة المكرمة لكانت هذه الصعوبات كافية في إثنائه كما يريد، ولكن همم الرجال لا تقف أمام العقبات وإنما تتخطاها وتذللها وهكذا كان الشيخ ماجد كردى بهمته العظيمة وبحبه الكبير لنشر العلم مثالا فريدا في قوة الإرادة وفى البذل لبلوغ الهدف الذى يريد، ولم تقف العقبات عند وصول المطابع إلى مكة المكرمة وتركيبها فكان لابد من توافر الأيدى الفنية لتشغيل هذه المطابع وكان الطبع في ذلك الوقت يعتمد على صف الحروف التي تسبك سباكة مستقلة، ولم يكن قد عرف (اليونوتيب) وما إليه من أجهزة الصف الحديثة فكان جمع الحروف وتوضيبها يتم باليد، تصنف الحروف المسبوكة سابقا في أدراج معينة في الطبعة ويجمعها عمال الصف في سطور بطريقة معلومة لعدم تداخل الحروف في بعضها فاستقدم الشيخ ماجد عمالا لهذه الغاية وأمر أولاده أن يتعلموا كيف يقومون بصفِّ الحروف وبإدارة آلات المطابع كلها وكل ما يتعلق بها موفرا لمطبعته الاكتفاء الذاتى حتى لا تتعطل عن العمل، قال الشيخ عادل فكنا نعمل في المطبعة بأيدينا عمال صف وطبع ولم يأنف ماجد كردى أن يكون أولاده عمال صف وطبع وهو من هو في ثرائه ومكانته الاجتماعية الكبيرة بل رأى أن هذا العمل هو نوع من حسن التربية للأولاد الذين أمرهم من قبل بحفظ القرآن الكريم على عادة الكثيرين من أهل مكة المكرمة في ذلك الزمان وهكذا أنشأ الشيخ ماجد كردى الطبعة الماجدية. وهكذا كنا في مقاعد الدراسة في ذلك الزمان نجد بين أيدينا كتب الفقه.

والحديث والتاريخ والتجويد والنحو وما إليها وقد كتب على غلافها (طبع بالمطبعة الماجدية بمكة المكرمة) وهذا هو المجد الذى حققه ماجد كردى رحمه الله

<<  <  ج: ص:  >  >>