عبد الله بن الزبير للكعبة المعظمة حتى اختلفت الأمور فعادت جيوش الشام مرة أخرى إلى مكة بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفى وحاصرت ابن الزبير في المسجد وضربت الكعبة بالمنجنيق مرة أخرى وحارب ابن الزبير حتى قتل فلما استتب الأمر في مكة للخليفة الأموي عبد الملك بن مروان كتب إِليه الحجاج بن يوسف عن الزيادة التي أحدثها بن الزبير في بناء الكعبة ووصف حديث عائشة رضوان الله تعالى عنها الذى اعتمد عليه الزبير في إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم وصف هذا الحديث بأنه مفترى على عائشة وأن الزبير يزعم أنه سمعه منها فكتب إليه عبد الملك، إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شئ أما ما زاد في طوله - طول بناء البيت - فأقره، وأما ما زاد فيه من الحجر فرد إلى بنائه، وسد الباب الذى فتحه، ولم يكذب الحجاج خبرًا فسارع إلى نقض الزيادة التي أدخلها ابن الزبير رضى الله تعالى في الكعبة، والتى أعادها بها إلى ماكانت عليه حين بناها الخليل عليه السلام وأعاد بناء الكعبة في الجدار الذى من جهة الحجر - حجر إسماعيل وهو بمقدار ستة أذرع وشبر كما قام بسد الباب الغربى في ظهر الكعبة عند الركن اليماني وهكذا أعيدت الكعبة إلى ما كانت عليه حين بناء قريش لها، أما ما أحدثه ابن الزبير من الطول في البناء فبقي على حاله.
[عبد الملك يندم بعد فوات الآوان ويلعن الحجاج]
ولقد ندم عبد الملك بن مروان على تعجله في الإذن للحجاج بنقض ما بناه الزبير من الكعبة فقد وفد عليه الحارث بن عبد الله في خلافته فقال له عبد الملك: ما أظن أبا خبيب - يقصد ابن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها؟
قال الحارث: بلى أنا سمعته منها.
قال عبد الملك: سمعتها تقول ماذا؟
قال الحارث: قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن قومك استقصروا من بنيان البيت، ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدى