يقول الحضراوي: وأما أحوشتها المحتوية على قصور عوالي، ومرافق ومراجع ومجالس، وغير ذلك، فهي لا تحصر فمن أكبرها وأعظمها الحوش المعروف بحوش الشريف وهو قريب من البنط بناه مولانا الشريف عبد الله بن المرحوم مولانا الشريف محمد بن عون أمير مكة والحجاز، وهو معد للحجاج والتجار، مشتمل على محلات نفيسة، وقصور عوالي رئيسة.
ومنها حوش مثقال، وهو لأحد خواص الشريف غالب أمير الحجاز سابقا، ومنها حوش الدولة، ومنها حوش أبو اليسر، وحوش الصالحة، وحوش عكاش، وحوش النخلة .. وجملة أحواشها تنوف على مائة حوش مشتملة على قصور وبيوت مرونقة وأكشاك على البحر من أنفسها كشك الشرابي فهى نفيسة وأنيسة.
أقول: كانت جدة إلى ما قبل عشرين عاما غاصة بهذه الأحواش التي وصف الحضراوي بعضا منها، وهذه الأحواش (مفردها حوش) كانت مستودعات لبضائع التجار، يخزنون بها البضائع التي يستوردونها من الهند وغيرها وخاصة الحبوب والمأكولات مثل: الشعير والأرز والدقيق والدخان، والأقمشة مثل: البفتة والدوت وغيرها، وبعض التجار كانت لهم أحوشة خاصة بهم لا يشاكهم فيها غيرهم، وهؤلاء هم كبار التجار في ذلك الزمان. أمثال باناجة وزينل وغيرهم، وإلى جانب ذلك كانت هناك أحواش مشتركة يديرها شخص معين يدعى (المقدم)